الأيّام..

حمَلتْنا في رحمِها كالسّلاسلْ
وأرضعتنا مرارةَ المحبّة
وهشاشة القصبْ
الأيّامُ، الأيّامْ
أوصدت أبواهبا بالحجارة
وأعطتنا مهبَّ الريح
وأعطتنا
صهيلاً لأجسادنا
ومنافذَ
وأوديةً سحيقة
فركضنا كالدخان الأبيض
نحو فضاءاتٍ متعالية
ركضنا مطهّمين
بجنونٍ يقطننا كالنورْ

**

الأيامُ،
الأيامْ
نسيناها نادمين
حين تبادلنا في الهواء الطلق
أنخاب صلصالنا المصنوع من بقايا خرائط
وقارات، وأسماء بالية
كاتمين عواءنا بين الأفلاك..
**
الأيامُ، الأيامْ
أمهاتنا الذابلات من الأنتظار
في مجاهل الظهيرة
صدفاتنا اللائي نزَعْنَنا كالأضلع.. كالصيحة،
لاطمين
بأجنحتنا
وجومَ اليمّ..
فيرجع الصدى..
كأنما يولدُ من عيوننا الوجود..

**

وهذه مفاتيحي بين يديك
وهذه أقفالي
وهذه سواحلي مسيجة بالبياضات
بالرغبات المتناصلة،
الآفلة كالنيازك
بالعراجين
وهذا اليبابُ
وهذا اليبابْ
متناثراً
كالرّجفة
كالشّظية
كالسّماوات
كالحجر..
***
الأيامْ
أقلبها الآن كالسّكين بين يدَيْ
كالجمرة
كالرمل
ماضياً
دون أسئلة
في فضائي
ماضياً…

شاعر ومفكر عراقي