ستيفانيا دي ليو || قصائد
ستيفانيا دي ليو || قصائد
ترجمة: عبد الهادي سعدون
ستيفانيا دي ليو (Stefania Di Leo) شاعرة إيطالية تكتب باللغة الإسبانية. أستاذة جامعية ومترجمة ورئيسة جمعية (منتدى الآداب في نابولي) التي تشرف على اهم جائزة شعرية عالمية. قصائد عديدة لها ترجمت للبرتغالية والكتلانية والفرنسية والإنكليزية. أصدرت العديد من الكتب الشعرية نذكر من بينها: أزهار بلون الزرقة فوق أعشاب معطرة، نوافذ مشرعة للضوء، ظلال الأمسيات، ومخبئة النسيان التام.
صورة شخصية مع الظل
ترى ماذا سيبقى منا نحن البشر ومن ثيابنا التي علينا
عندما نمضي بعيدا؟
هل سنرى الصباح،
عندما ستصيب العزلة أيدينا بالبرد وتفقد الشفاه حرارة القُبل؟
لمن سيكون هذا النَفَس،
هذه النفخة التي تسمى روحاً، ولا نعرفها؟
في الليل مطمورين في بحر شاسع
وننظر بعيني الموت.
البشر مثل أمواج تعكس السماء،
حالمة بالإبحار، قاطعة كل المحيطات.
لكنهم يبقون ساكنين
عندما تبرز العاطفة فجأة
وعندما يعثرون على تويجات ورد بين الصفحات،
وعندما ينادي الحب إلى الظل، والرعب للجليد،
وعندما يقال وداعاً بينما شعاع الشمس
يلمس للتو الأصابع.
بين زخات مطر
نعتاد على الصمت
مثل عصافير خرساء
بين زخات مطر،
وفي هدوء المساء
ننزع أوراق الأزهار الذابلة
ونطرحها بغتة إلى الجليد أو إلى الفراغ.
لن نعرف أبداً لو نظرنا للأمام
أننا سنتلاقى بلمسة أيدٍ
شبيهة بتلك التي لدى
أصدقاء ينتظرونك.
وهذا هو كل شيء،
ما عدا الليلك وظلاله.
شجن الوجود
خفيفة تمضي حماسة السنين،
فالطريق ظليل.
بحر الغد المتلاطم
يعد بالآلام فحسب،
لكنا نحن البشر
علينا أن نعيش.
أن نحيا لنفكر
نهرب من الحسرات
ونلجأ لجمال الوجود الأكبر.
أحياناً نتمتع بالانسجام
وأحياناً أخرى ننوح إزاء صورة ما،
وربما نسطعُ بالحب
في أشجان الغروب.
حفل مساء يتكرر
يفرشُ المساء عباءته الوردية فوق الأرض.
وشيكاً، يسيح تيار ضوء متناسق
فوق القلوب.
حفل المساء يتكرر…
عينان أزليتان تتأملان جمال اللحظة.
من مسرح الحياة تُرى العذراء وحيدة:
ميتة وبثوب احمر، غرقت في النهر:
السلام يقطن في صدرها، لتستقبل حجاب الليل.
روحها الحرة ترتفع، ترفرف عالياً.