رسالة الى ع
غريب اسكندر
وحدتي صارت تشبهني
عيناها كلِيلتان
يداها عقيمتان
وفمها أخرس
مثل صمت المدن
في هذه الأيام!
خطواتها كسلى
تجلس الآن
قرب صورة من صورك القديمة
وكمُريد يتقاسم ضوءاً مع شيخ أعمى
أتقاسم الذكرى مع غيابك
أتحجج بالظل الذي ترسمه
شجرة الليلك التي ماتت منذ سنوات
وأنا أرنو الى الحديقة
التي أصبحت كرنفالاً بفعل الخيال
الذي تؤثثه العزلة
لم يكن ذنبي أو ذنبك
لم يكن ذنب المريد أو شيخه
لم يكن ذنب الحديقة!
أن تتسع كل هذا الصمت
فماذا يمكنني أن أفعل؟
سوى السكون الهامد
في هذه الصحراء؛
المدى الذي يقبع في غرفة مظلمة.
المريد يتقاسم كلماته الخرساء
مع شيخه الغائب
عبر ألسنة الأخرين،
موهبة لم يسعيا اليها
تتوهج مثل هذه المساء
حيث أكتب لك رسالتي
فالروح الهائمة لا تحتاج
الى كل هذا الجدل
حقيقة بسيطة!
كهذه القطرات التي تتصبب
مثل ضوء أخير!
لم أكن ميتاً
كما ظن الأخرون
كنتُ في نزهة
أستسقي فيها الغياب
أتذوقه كما يتذوق طفل ثدي أمه
أما الذين غادروا فعلاً:
في الحلم
أو في الحقيقة
فلا تزال ضحكاتهم تجلجل غرف الروح.