فرناندو بيسوا | أَشْرَبُ مع الخيام

ترجمة: عبدالهادي سعدون

فرناندو بيسوا

أَشْرَبُ مع الخيام

(رباعيات)

عبدالهادي سعدون

واحدة من مشاغل البرتغالي المدهش فرناندو بيسوا (1888 ـ 1935) في كل كتبه وحياته هو البحث عن شكل يؤطر به وجوهه المتعددة…هنا رباعيات خمس كتبها بيسوا في نهايات حياته ونشرت بعد موته من ضمن أوراق ومخطوطات متعددة، وفيها حوارية وتقابل واعجاب بالخيام صاحب الرباعيات الشهيرة، حتى أن بيسوا كتبها في مخطوطته بعنوان (رباعيات الشُرب)، والخيام والساقي حاضران في أغلب قصائد الكتاب البالغة 50 رباعية والتي ترجمناها من الإسبانية وستنشر هذا العام (عام كورونا المقدس!؟).

1

نهاية يوم طويل، منطفئ وغير مجدٍ

الأمل نفسه يسقط صريعاً بكرمٍ…

الحياة مثل شحاذ ثمل

يمد يده لظله.

2

إشربْ. سواء شربت أم لا

لا بد من قدوم الليل ساعتها مثل الريح

وأينما تسمو قلعة السلطان

سيدوم وحسب لِحافٌ أسود مديد.

3

تعالوا هنا حيث يعيش صاحبنا

الشيخ الخيام، العدو ليس من أولئك

الذين يبحثون، بل أولئك الذين بحثوا عن الخيام

ولم يجدوا في مكانه غير كُوة ضيقة.

4

الشقاء يتبع النشوة، والنشوة تتبع الشقاء.

نشرب الخمرة حالاً فاليوم عيد،

نشرب الخمرة حالاً فاليوم ألم.

جرعة من هذا وجرعة من ذاك، ولا شيء يفضل منهما.

5

الجهدُ يطول بطول الإيمان

كم يدوم الذي ذلك الذي لا يُرى؟

إشربْ، إشربْ، حتى تنسى

كيف وأين ولماذا!

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *