كاظم مزهر ..امرأة في البصرة القديمة

امرأة في البصرة القديمة
 
المرأةُ البدينةُ التي
تركتِ البابَ موارباً، استقبلتني
سافرةً ثابتةً في مكانِها
أربَكَتْني وأنا أنتشلُ سيارتي المركونة
أمامَ بابِ دارِهم
يا للخيبة، ماذا أفعلُ؟ لستُ قدرَها المنتظر
خذلتُها، وأشحتُ بوجهيَ نحوَ الأرض
صَفَقَتْ هي البابَ الخشبيَّ القديمَ، الذي لا ينغلق
تماماً. ارتدّ مساحةَ وجهٍ لامرأةٍ تعاودُ العرضَ ثانية
صورةٌ لسريرٍ مهجورٍ، عطرٌ لرغبةٍ مهملة
يا لحظِّها السيّئ، صادفتْ كافراً بالرغبات
متلبساً رهبةَ ما بعدَ الغروب
الخوفَ المجهولَ الذي لا ينتهي بغير صلاة.
لا أعرفُ – حينَها – مأساةً في الأرض
أكثرَ حزناً من امرأة منسية.!
هنالكَ الإيمانُ جفاء.
*شاعر من العراق
اللوحة : الفنان العراقي الراحل منقذ الشريدة
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *