زكية المرموق..قصائد

زكية المرموق: ظل يبحث عن شجرة 

لا سواي في القيامة

لم أتواطأ يوما مع النجوم

أيها الفلكيون

لكني من برج الثور

رغم أني لا أملك مزرعة

وليس لي من حظ العشب

إلا العطش

“ترابيون أنتم”

تقولون

لكن قلبي سماء

وأرض جسدي

فأين يدك أيتها الريح

كي ألتقي بي؟

ولدت ليلة الجمعة

والنساء في بلدي

لسن من حرير

ولم يتعلمن أن يغنين:

“هلا بالخميس”

النساء هنا

أعشاب مرة

لا دليل لهن إلا الحزن

النساء هنا

حلازين يبحثن طول الوقت

عن سقف للغابة

ولدت يوم 13 ماي

رقم نحس كما يدعون

لهذا علاقتي سيئة بالرياضيات

بالكاد أستطيع أن أعد الأيام

التي تفصلني عن الراتب الشهري

أو ساعات ” الترانزيت”

قبل الغياب

كل حساباتي تسقط في مهب الخواء

الخواء نقطة بين جملتين الرابط بينهما

في النص

النقطة عود ثقاب نائم…

كانت أمي تبخر البيت كل ليلة

بالشبة والحرمل

كي تبعد الفأس عن شجرة العائلة

الشجرة التي حزمت أسماءنا في صرتها

وغادرت

حينما تكالبت الفيروسات على حصيرها

وتركتنا نغرق في الجدران

الأسماء أوتاد

وأحيانا غبار

فهل النسيان تخف أم تجل

أيتها الذاكرة؟

كلما نظر النهار إلى وجهه

في مرآة الليل

أصيب بالعمى

يقول لمريديه الليل:

ليس كل باب ضوء

فما جدوى المفاتيح

أيتها الوصايا؟

النهار عين

الليل إبرة

ونار هو الخيط

فهل الثوب أيتها الحياة

شكل أم معنى

يقول ريتسوس أنك جرح في العدم

ويقول العدم لصداه:

إني أعد مائدتي

ولا سواي في القيامة

فهل من نديم لنكمل السهرة

أم رفيق لنبدأ الصلاة؟

يا درويش

حينما تنتهي اللغة تبدأ الموسيقى

الموسيقى دلو

والشعر بئر

أيها الإيقاع/ الماء

الكأس

كأس من يرقص الآن في الحضرة.

عرش على مقبرة

لا حاجة لك بقميص

كي تنزل البئر

الماء دثار…

أيها الغريب

لا تلوح بالفأس

كلما مررت بالغابة

بعض الإخوة ذئاب

لكن الأشجار أمهات…

أيها العاشق

لا حاجة لك بفانوس

كي تدخل الليل

عيون القلب أبلغ…

بعض الأبواب شائكة

شائكة كما الأسرار

فلا تحاول أن تفسر بالكلام

ما يضيق به الكلام

الشعر نقار أسئلة

والأسئلة منجل…

أيها المسافر خذ من الطريق خدرها

واحذر نوايا الإشارات

ليس كل من يحمل بوصلة

يصل

الضوء صياد…

الحزن

لا يجيد الاختباء

يا ماكسويل

الثياب لا تستر الصوت…

عجلة الجائع لا زالت تدور

صديقي فاييخو

والحقل دمي

قل للموقد أن يجمع أعضائه

لا حد لهذا البرد…

كلما اشتبكت الأين مع المتى

أصيب بالعمى الشهود

فهل سيفتحون لهم الأبواب

والخرائط حطب؟

كافكا

وأنت تنصب الفزاعات على الأرصفة

لا تدس الليل في أحلام النهار

لا أحد يموت على هواه

ولو بعد الموت

الحياة مذاق قبلي للجحيم…

فيا هفست

لا تشج رأس النهر بالنار

أفروديت تحولت إلى ضفدعة

وهذه اليابسة عجوز على مكنسة…

أيتها المنصة

الوطن ليس بطاقة بنكية

النمل حفار جيد…

قدماي أكلتهما الطريق

يقول النازح للحصان

جسدي لوح خشب

وهذه الكأس منفى

والكراسي عرش

على مقبرة…

الخطيئة تلبس وجه البحر

 فالحاجة لسفينتك يا نوح…

في مديح الحب

 الحب

هو حينما تولد نافذة

 ولا تطعنها الجدران في القلب

 قصيدة في الكأس

دالية في السقف

ورجل بحجم جنة

الحب

 منديل أخضر

 يزقزق بين حلم وحطاب

قوس قزح

بين غيمة وريح

حصاد قبلة

 بين ذكرى وغياب

 احتراق في الماء

وغرق في الرماد

الحب

 حنين العطش للعطش

موت حي

في حياة ميتة

الحب

ا

ل

ح

ب

 فكرة اليابسة عن النهر

 أيها الحب

قدمي حجر

ويدي لوح

فلم تجرين أيتها الأشرعة

بما لا تشتهيه الضفاف؟

المحطات من الأخطاء السبعة

محطة 1

حقائب تنزل

حقائب تصعد

ترى ماذا تحمل الحقائب؟

محطة 2

قلوب حية

قلوب مكسورة

ترى ماذا تخفي القلوب؟

محطة 3

مقاعد محجوزة

مقاعد شاغرة

ترى ماذا تتذكر المقاعد؟

محطة 4

بيوت على اليمين

بيوت على اليسار

ترى ماذا تحكي البيوت؟

محطة 5

منديل يتكور على نفسه

المنديل يد في يد

اليد غصن

الساق شجرة من حنين

محطة 6

ملاءة زرقاء على المقعد

أيها البحر

لا تنس أعشاشك

 تغرق

على اليابسة

محطة 7

على النافذة

حلم يرفرف في وجه العاصفة

وقلبان من ورق

يطلان على الجنة

ترى أين تقودنا القصيدة؟

مكناس/المغرب

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *