كيف أصبحت دخاناً
للشاعر: كاظم مزهر | العراق
كيف أصبحت دخاناً
مثلَ المشدود
إلى ثورينِ مرعوبين
من بعضهما
تجتاحُني الآن رغبتان
الخلودُ إلى النوم
كموظف منضبط
والكتابةُ إليكِ كشاعر نشوان
أقصُّ عليك ما جرى:
بعدكِ
غادرتْني القوارب
وشربتُ ماءَ البحر
صرتُ إسفنجاً، يأنفُ القاع
ولا يرقى إلى السماء
تعذّبُه ضحكاتُ القواقع
قد تُستبعَدُ هذه الفكرة
كيف لجبلٍ أن يصبح إسفنجاً
سأختصر لكِ الصورة
بكلمات
كلما صادفتِ دخاناً
أيَّ دخان
فذاك أنا
الجبل الذي فيما مضى
عليه تتكئين.
لا أحدَ يَحزنُ لي
لا أحدَ يفرح لي
بالكاد يردون التحية
بالكاد يُلقونَها
كما لو أنّني طائرٌ يقع دائماً
على أشكالٍ فخاخٍ، ولا طيورَ تُشبهني
يا للغوث، ما أكثرَ الأقنعة !
… … …
(*) اللوحة للفنان الكندي: ستيفن سبازوك