عن نساء من دون رجال في زمن الكورونا
عزالدين الوافي | المغرب
عن نساء من دون رجال في زمن الكورونا
لفرج أصدقاء من سوريا ومن العراق يقدمون بجوازاتهم الأوروبية كلما سنحت لهم فرصة زيارة طنجة، كانوا يعتببرونها مدينة جميلة وتستحق الزيارة. غالبًا ما كانوا يلتقون في حانة الصياد أو الضفدعة أو فلاندريا، وإذا كان الجو غير ملائم كانوا يتنادمون في منزل فرج الذي يعد لهم بعض أنواع الخمور وبعض المأكولات مثل الرفيسة التي تعلم إتقانها عن طريق صديقته نورا من آسفي التي كانت تزوره خلال بعض أيام الأسبوع لتبيت معه ويمارسان الجنس معًا.
كان محمد بحاجة لتلك الخرجات واللقاءات فقد صار قلقًا من شدة المسافات التي كان عليه أن يقطعها للمكوث مع والدته في القنيطرة ثم خالتيه بتطوان. كان هادئًا في تلك الأمسية فقد دعا فرج عازفًا على آلة الأورغ لينشط معهم المساء، كما حضر صديقان عراقيان لفرج، كانت لهما علاقة صداقة بمحمد من خلال ما كانوا ينشرونه في مجلات عربية وأخرى باوروبا.
في خضم الحديث عن النساء والخمرة تحدّث محمد عن صديقته سلمى وعن عراكه ومشاحناته التي لا تنتهي معها، كل مرة لسبب من الأسباب، تارة لأنها كانت قلقة في مرحلة الحيض، وتارة لأنه نسي أن يشتري لها علبة السجائز، وتارة أخرى لكونها كانت تتمنى أن تشتغل ككاتبة عند شركة لبيع العطور براتب محترم لكنها لم تكن في كامل لياقتها خلال المحاورة التي أجرتها معها سيدة مسؤولة عن اختيار الفتيات المرشحات للمناصب الشاغرة. المهم كل مرة كان لها عذر كي تعكّر مزاجها أو أن يعطيها مبررًا لتجعل محمد يكره نفسه واليوم الذي التقاها فيه..
ضحك الأصدقاء الأربعة لما حكى لهم عن يوم ثملت فيه سلمى، وقد كانا قد اكتريا شقة في منطقة تطل على شاطئ. رغبت سلمى في التدخين بعدما أتت على ثلاث علب من السجائر، كان الوقت بعيد منتصف الليل والسلطات فرضت حظر التجول في قرية الصيادين الصغيرة تلك.
صارت سلمى ترغد وتزبد عندما حاول محمد أن يفهمها أنها لن تستطيع الخروج ولا هو بسبب دوريات الأمن التي تجوب الأزقة وحواجز المراقبة هنا وهناك، صعدت سلمى الدرج المؤدي للسطح وقفزت إلى سطح أدنى ثم هرولت نحو الباب المحروس لمدخل الفيلات. حاول محمد أن يثنيها عن ذلك بجرها من قميصها الشفاف لكنها استدارت ووجهت له لكمة على مستوى الرقبة، انحنت سلمى تحت الحاجز الحديدي الذي كان الحارس الليلي يتحكم فيه من خلال غرفة خشبية تتسع لشخصين من أجل مراقبة الوافدين والخارجين من التجمع السكني.
سارت على الطريق وتبعها وهو يركض خلفها.. سقطت سلمى أرضًا وصارت تبكي وهي في حالت هستيرية، كان جسدها النحيل الذي يلفه قميص أحمر وتنورة سوداء يلمع أمام نظره كلما مرت سيارة وسلطت ضوءها الأصفر على ظهرها. تكوّرت على جسدها، وأطرافها ترتعد، عيناها مغمضتان وشفتاها مزموتان، كان بكاؤها مثل النحيب، لم يستطع محمد أن يفعل أي شيء، تركها تبكي إلى أن توقفت عن ذلك بمحض إرادتها، ساعدها على النهوض، وضع يدها على عنقه ويده حول أسفل ظهرها، حاول أن يجرها بالرغم من تمنع جسدها الذي صار أثقل، لمّا دخلت سلمى الفراش أدارت ظهرها له وتكوّرت حول الوسادة
قالت لمحمد: لمّا أحست به يقترب بيديه من مؤخرتها التي كانت باردة.
أوكي لقد صرت منهكة… ليس لدي أية طاقة
افعل ما تشاء واتركني…