كافكـا العاشــق ــ رسائل إلى ميلينـا

ترجمة: يوسف حنّا | فلسطين

كافكـا العاشــق ــ رسائل إلى ميلينـا
“لقد أمضيتُ كلَّ حياتي أُقاومُ الشهوةَ كي أُنهيها.”
رسائل إلى ميلينا هو كتاب يجمع بعض رسائل فرانز كافكا إلى ميلينا جيسينسكا من عام 1920 إلى عام 1923.
(*)ترجمة عن الإنجليزية للغة العربية سيكون مشروع المترجم المستقبلي.
(*)وهذه مقتطفات منها.
“لقد أمضيتُ كلَّ حياتي أُقاومُ الشهوةَ كي أُنهيها.”
.
• “هل تعلمين يا حبيبتي؟ أنّك حين تتورطّين مع الآخرين، من المحتمل جدًا أن تتخلي عن رتبة أو رتبتين، ولكنك إذا تورطّت معي، فسوف تلقين بنفسكِ في الهاوية.”
.
• “ميلينا، أيّتها السماوات الطيّبة، إذا كنتِ هنا، وعقلي المثير للشفقة الذي لا يفكّر! وسأكون كاذبًا إن قلتُ أنّني اشتقتُ إليكِ: هو السحر الأكثر كمالًا والأكثر إيلامًا، أن تكوني هنا، تمامًا مثلي وأكثر؛ أينما أكونُ، هناك أنتِ أيضًا، وحتى بحضورٍ أكثر كثافة.”
.
• “ما رأيك؟ أما زال بإمكاني الحصول على رسالة بحلول يوم الأحد؟ يجب أن يكون ذلك ممكنًا. لكن هذا الشغف بالرسائل لا معنى له. ألا تكفي رسالة واحدة؟ ألا يمكن لواحدة معرفة ما يكفي؟ بالطبع هي كذلك، لكنّني مع ذلك أميل برأسي إلى الوراء، لأشرب الحروف، مدركًا فقط أنّني لا أريد التوقف عن الشرب. اشرحي ذلك، يا معلّمتي ميلينا! “.
.
• “إنّه لأمر رائع أنّي تلقيت رسالتك، وأن أجيب عليها بعقلي الأرِق. لا أستطيع التفكير في أي شيء لأكتبه، أنا فقط أتجوّل هنا بين السطور، تحت ضوء عينيكِ، في أنفاس فمكِ كما في يوم جميل سعيد، والذي سيظلّ جميلًا وسعيدًا حتى لو أن رأسيَ مريضٌ ومتعبٌ، وحتى إذا اضطررت للمغادرة يوم الاثنين عبر ميونخ.”
.
• “أنا على دربٍ خطير، ميلينا.. أنت تقفين صامدةً بجانب شجرة، يافعةً، جميلةً، عيناكِ تُخمد أحزان العالم بإشراقِها. لا يمكنني الإصغاء إليكِ، وفي الوقت ذاته، إلى الأصوات الداخلية الرهيبة، لكن يمكنني الاستماع إلى ما تقوله الأصوات وأُفضي بها إليك، واثقًا بكِ خلافًا لأي شخص آخر في العالم.”
.
• “إلى أين أحاول أن أقودكِ بكل هذا؟ لقد ضللت طريقي قليلاً، لكن هذا لا يهم، لأنك إذا رافقتِني، فكلانا ضائع.”
.
• “كانت ضربة خفيفة لي: برقية من باريس تخبرني أن عمّي العجوز (…) سيصل مساء الغد. إنها ضربة لأنها ستستغرق وقتًا ما، وأنا بحاجة إلى كل الوقت الذي أملكه وأكثر ألف مرة من كل الوقت الذي أملكه، والأهم من ذلك كله أنني أرغب في الحصول على كل الوقت المتاح لي لأجلك فقط، للتفكير بكِ، ولاستنشاقك. شقتي تزعجني، الأمسيات تجعلني قلقًا، أودُّ أن أكون في مكان ما مختلف، وأفضل ألّا يكون المكتب موجودًا على الإطلاق؛ ولكن بعد ذلك أعتقد أنني أستحق صفعة على وجهي لأني أتحدث عمّا وراء اللحظة الآنية، اللحظة التي تخصّك أنت”.
.
• “بطريقة أو بأخرى، لا أستطيع الكتابة عن أي شيء سوى عما يخصّنا نحن وحدنا، في وسط هذا العالم المزدحم. ما عدا ذلك فإنه غريبٌ بالنسبة لي. خطأ! خطأ! لكن شفتاي تثرثران ووجهي يرقد في حضنِك.”
.
• “الوضع كئيب بعض الشيء في براغ، لم أتلقَ أية رسالة، قلبي ثقيل نوعًا ما. بالطبع إنه لمن المستحيل أن تصل رسالة إلى هنا بالفعل، لكن تعالي واشرحي ذلك لقلبي.”
.
• “بالمناسبة، لماذا أنا إنسان، مع كل العذابات التي تنطوي عليها هذه الحالة الغامضة للغاية والمسؤولة بشكل رهيب؟ لماذا لا أكون، على سبيل المثال، خزانة الملابس المُبهجة في غرفتِك، والتي تجعلكِ على مرآى ومسمع مني عندما تجلسين على مقعدِك أو على مكتبكِ أو عندما تستلقين أو تنامين؟ (ليكن نومُكِ مباركًا!)”
.
• “إنه ببساطة ضعف، مزاج القلب، الذي يعرف بالضبط لماذا ينبض بالرغم من ذلك. العمالقة أيضًا لديهم نقاط ضعفهم؛ أعتقد أنه حتى هرقل أُغمي عليه لمرّة واحدة. رغم أن أسناني مُصطكَّة ومشدودة، حين تكون عيناكِ أمامي يمكنني تحمّل أي شيء: المسافة، القلق، الخوف، وانعدام الرسائل.”
.
• “بوجودكِ في قلبي يمكنني تحمّل كل شيء، وحتى لو كتبتُ أنّ الأيام الخالية من الرسائل كانت مرعبة، فهذا ليس صحيحًا؛ لقد كانت صعبة للغاية حدّ الرعب- كان القارب ثقيلًا وكان التيار يسحبه عميقًا بشكل مُرِيع، لكنه، مع ذلك، كان يطفو على مدّكِ وجزركِ.”
.
• “الرسائل اليوم، صغيرة وسعيدة أو على الأقل عفوية ، تكاد تكون (تقريبًا، تقريبًا، تقريباً) غابةً، ورياحًا في أكمامك ومنظرًا لـفيينا. ميلينا، ما أجمل أن أكون معكِ!”
.
• “أنا متعب، لا أستطيع التفكير في شيء، وأمنيتي الوحيدة هي أن أضع رأسي في حضنك، وأشعر بيدك على رأسي ، وأبقى هكذا طِوالَ الأبدية.”
.
• “لنحو نصف ساعة كنت أقرأ الرسالتين والبطاقة وفقط الآن، أدركت أنني كنت أضحك طوال الوقت. هل كان هناك أي إمبراطور في تاريخ العالم أفضل حالًا مني؟ دخلت إلى غرفتي ووجدت ثلاث رسائل تنتظرني، ولست مضطرًا لفعل أي شيء سوى فتحها – أصابعي بطيئة جدًا! -استرخي و- لا أستطيع أن أصدّق أنني محظوظ إلى هذا الحدّ، وسعيد جدًا.”
(*)العمل الفني المرفق لـ: عنفوان فؤاد | الجزائر 
الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *