للشاعر الفرنسي: ألان بوصكي | قصائد

ترجمة: خالد الشبيهي | المغرب

قصائد 

(*) إهداء إلى الشاعر والمترجم: محمد عيد إبراهيم 

” قبل أيام، كنت أسير بمحاذاة جدول ”
قال الرب، ” كان جذاَّبا،
فلم أبخل عليه بالمدح
بما أنني خالقه.
مغامرا، مشاكسا ، كان يرقص فوق الصخور :
إنه مجرى ماء ماهر.
ومع ذلك فقد أمرته
بالتوقف.
وأن يعود خاوي الوفاض إلى منبعه.
لقد مات الجدول
مثلما أردتُ : فالرب يسمح لنفسه
أن يكون قاسيا
دون أن يبرر ذلك. “

” بعد أن تخلى عني أصدقائي ” قال الرب،
” أردتُ أن أتبع بتلة وردة.
رقصتْ فوق الشلال،
فطار بها عَقْعَق
إلى أغصان سنديانة،
لتستأنف سباقها مع الريح.
و في الليل، حلمتُ
مع يمامات من الرخام.
هي ذي فوق طاولة شاعر
خلَّدَها للتو،
دون أن يخلو ذلك من القليل من الكذب.
في عالم أفضل من عالمي،
أعتقد أنني سأختار أن أكون بتلة. “

” إذا كانت كلمة رب تسبب لكم الطَّفح الجلدي “،
قال الرب،
” أُدعوني قطرسا، سنونواً أو جدولا :
سأعرف أن الأمر يتعلق بي
إذا كانت كلمة رب تسبب لكم الأمراض،
أبدعوا إسما آخر،
يشبه الندى، تنهيدةً خفيفة،
بل حتى العدم الرهيب.
لا شي يسيء إلي،
فكل الأسماء في معجمي مرادفات “

” أريد أن اكون عاديا ” قال الرب :
” إسكافيا يدق مسمارا في حذاء بالٍ،
خَبَّازا غارقا في دقيقه،
متسكعا يغير نجمته.
أريد أن أكون أيّاً كان :
ذبابةً حطت على بطيخة
فاصلةً أسفل بعض النثر
تنهيدة صعبة
لا نعرف من لفظها
أريد أن أكون عموميا :
سحابة قديمة تنزف،
ذراعا مكسورة ملفوفة بالجبص،
إسما يفوق الزهرة التي تحمله جمالا.
أنا في اعتقادي ذو منفعة عامة
مثل كسرة خبز. “

عندما يكون الهواء هادئا فوق التُّوليپات،
ذاك أنا ” قال الرب.
” عندما تطلب السمكة الذهبية
من البحيرة أن تتحرك
من أجل سيرينادة،
ذاك أنا.
عندما تدوي الريح الصيفية ، وهي نائمة تحت الأحجار،
في قلب الأبراج العتيقة،
حاملة معها رؤوس الثماثيل،
ذاك أنا.
عندما تطلق الكلمة وهي في أوج قوتها
ذئابها الألف
على الواحة، على الغابات، على الزبد،
ذاك أنا.
عندما يأكل النجمةَ
صدأ رمادي
حتى آخر عظمة،
لست أدري
إذا كان ذاك أنت ، أو أنا ، أو ربا آخر. “

قال الرب : ” سأحضر للعشاء هذا المساء بسروال الصالوبيط،
برفقة الحداد والدهان.
لا داعي لاستعراض الأواني الفضية
والملاءة الدانتيلا.
سيكون خطابي بسيطا :
سأبرهن لكم عند نهاية الطعام
أن الفردوس القديم قد أفلس،
وأن الروح ماتت ميتة طبيعية
وأن الأبدية لا تدوم سوى
الوقت الذي تقضيه يرقة فوق غصن ليلك.
سوف تنظرون إلي بشزر
وأنتم تحتسون شراب الأرمانياك
وإذا ما أحسنتم ضيافتي،
سأعطي أوامري
لكي ندعكم تحيون سنة إضافية. “

••• ••• ••• 

•  الترجمة مهداة من المترجم إلى روح مولانا الشاعر والمترجم الكبير محمد عيد إبراهيم.

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *