(سنفكر في طرق أخرى للمشي)
للشاعرة التونسية: سامية ساسي
(سنفكر في طرق أخرى للمشي)
تقولين أحبك مشيًا، فأتعثّر، وتضحكين.
الآن، وأنت لا تمشين، أتعثر وأتعثر من أجل ضحكةٍ.
سنفكر في طرق أخرى للمشي إذن.
لا تطئي الأرضَ، ضعي قدميك فوق قدمي وسأمشي
بك أو أراقصك “التانغو”، حتى تتوازن الأرض
أو تسقط.
وتضحكين
أعلم أن العثرات تجعلك تضحكين.
سنكتب معًا قصائد أفقية أكثر، لن تحتاجي إلى تسلقها
والتدحرج إلى سفوحها حافيةً.
وكما تحبين، ستقرئين شعراً على بطنك ولن أتعثر وأنت تؤرجحين رجليك أعلى.
سنختار روايات حجارتها أقل، وكلما تغيرت عتباتها وتعثر كاتبها، تنطين.
ياالله! كم تضحكك العثرات.
لم أخبرك قبل اليوم كم أحب هزات رجليك المتواترة، حين تتوترين من موسيقى “الجاز” في غرفة المكتب.
ولم أخبرك كم أكره أنات “أم كلثوم” في العاشرة ليلاً حين تستكينين وتظل خطوتي وحيدة.
فيلم الليلة، أبطاله مائيون، يزحفون على بطونهم حتى يصلوا إليك، فتتبعينهم.
أعلم أنك تفسدين الفرجة كل ليلة بتقليد خطوات الممثلين نحو نهاية أخرى.
قبل النوم، سأدلّك رجليك بقدميّ
دليني إلى موضع الألم لأدعسه أكثر، ولا أعلم لم تضحكين!
ثم لا تنامين.
أعلم أنك لا تنامين.
على جانبي الأيمن أخفي وجهي بين كتفيك،
لا ترين دموعي ولا أرى كيف تكتم وسادة كل تلك العضات.
ونرى، كيف يقعي جبل من شدة الوقوف.
لايمكن لرجل مثلي أن يكون بكل هذه القسوة،
كأن يقول لامرأة تخطو بين شاربيه: سأحملكِ على ظهري.
كأن يقول: سأجر لك البحر زاحفاً حتّى فراشك.
كأن أقف أمامك كل صباح وأبدأ يومي بخطوة نحوك وخطوة نحوي لا تصل، وأقول: أحبك مشياً.
سنلعب لعبة إذن، وستضحكين:
نفكر في طرق أخرى للمشي
ومن يتعثر أولاً،
يحمل الثاني على ظهره بقية العمر.
••• ••• •••
(*)اللوحة للفنان السوري: إسماعيل نصرة