قصائد للشاعر الأسكتلندي كينيث وايت

ترجمة عبد النور زياني

قصائد للشاعر الأسكتلندي كينيث وايت

ترجمة عبد النور زياني

 

 

١- تَجَمُّع فِكْرِي (*)

                        Intellectual gathering

 

تُصْبِحُ الْفِكْرَة امْرَأَة

( نيتشه )

 

قَرَأْتُ الْكَثِيرَ مِن الْأَدَب الْهِنْدُوسِي

عَلَى مَدَى السَّنَوَات الْقَلِيلَة الْمَاضِيَة

مَا يُقَارِب مِائَة كِتَابٍ مَدْرُوسٍ جَيِّداً

وَلَكِن عِنْدَمَا وَقَفْتُ هُنَاك مَع الْفَتَاة

ذَات السَّارِي الْأَزْرَق الدَّاكِن

وَرُبَّما كَان مُتَوَقَّعًا

فِي هَذَا التَّجَمُع الْفِكْرِي

إِجْرَاء مُحَادَثَة مُنَاسِبَة

كَان كُلُّ مَا كُنْت أُفَكِّر فِيه

هُو السَّارِي الْأَزْرَق الدَّاكِن

وَعُرْيُهَا تَحْتَهُ .

__________________

 

 (*) Kenneth White: Handbook for the Diamond Country: Collected Shorter Poems, 1960-1990 Mainstream Publishing, 1990, p:86

 

__________________

 

٢ الْجَمَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ (*)

The Loveliness Is Everywhere

الْجَمَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ

حَتَّى

فِي الْبِيئَةِ

الْأَكْثَرِ بَشَاعَةً وَعِدَائِيَّةً

فِي مُنْعَطَفِ زَاوِيَةٍ

فِي عُيُونِ

وَعَلَى شِفَاهِ

غَرِيبٍ

فِي أَكْثَرِ الْمَنَاطِقِ فَرَاغًا

حَيْثُ لَا يُوجَدُ أَمَلٌ

حَيْثُ الْمَوْتُ فَقَطْ

لِدَعْوَةِ الْقَلْبِ

الْجَمَالُ فِي كُلِّ مَكَانٍ

يَظْهَرُ

غَيْرَ مَفْهُومٍ

مُتَعَذِّرُ التَّفْسِيرِ

يَنْشَأُ وَحِيدًا وَعَارِيًا

وَمَا يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَعَلَّمَهُ هُوَ

كَيْفَ نَسْتَقْبِلُهُ

فِينَا.

___________________

 

(*) Kenneth White: A Walk Along The Shore.Circle Press Publications, 1977

___________________

 

٣ رَامْبُو فِي بَاتَاڨْيَا (*)

Rimbaud in Batavia

 

أَرْسَلَه الْجَيْش الْهُولَنْدِي إِلى هُنَاك

( ! إِلى الشَّرْق الْمَرغُوب فِيه  )

لَكِن، كَهَارِب مَلْعُون،

كَانَ عَلَيه أَن يُبْحِرَ، وَبِسُرعَة

 

في بَاتَاڨْيَا فِي حَيّ الْمِينَاء

قَام بِأَبْحَاث سَرِيعَة وَسِرِّيَة

 

كَانَت السَّفِينَة الشِرَاعِيَّة الْأُسْكُتْلَنْدِيَة

ذُو وَانْدْرِينْ تْشِيفْ

The Wandering Chief

فِي طَرِيقِهَا إِلَى لِيْثْ

مُحَمَّلَة بِشُحْنَة مِن السُّكَّر

 

مَا اسْمُك يَا بُنَيْ؟

رَامْبُو، آَرْثَر

لَكِنَّنِي أُفَضِّل عَدَم التَّوْقِيع عَلَى السِّجِل

حَسَناً، لاَ تَقْلَق

سَنَقُومُ بِتَسْجِيلِك تَحْت اسْم آلَنْ هِنْدِرْسَن

وَهَذَا لَنْ يَضُرَّ أَحَدًا

 

فِي الْيَوْم الْتَّالِي

مُنِحَت هُوِيَّة جَدِيدَة

لِلْجَوَّابِ الْأَكْثَر جُنُوناً فِي الْأَدَب الْفَرَنْسي

___________________

 

(*) من خلال الهوية الجديدة التي مُنِحَت له، سيفتح رامبو الْجَوَّاب طريقا جديدا. فاسم ” آلَنْ هِنْدِرْسَن ” الذي أعطي له يشكل صدى لنوع من “الإِيرُوتِيكَا الشَّمْسِيَّة”. كما أن اللعب على الإيقاعات قد يسمح لنا بقراءة  تسمية Henderson  باعتبارها (Under sun)، بمعنى “تحت الشمس”. من المعروف أن رامبو ذهب للتجول في الصحراء الأفريقية تحت أشعة الشمس الحارقة، لأجل تحقيق رغبته العميقة في “تغيير الحياة” (…) لقد كان رامبو واحدا من الذين كان هدفهم هو إعادة إحياء العالم وتوحيد الجسد والعقل والاستمتاع بالحياة بشكل كامل. (من توضيح المترجم) 

(**) Kenneth White. Le Passage extérieur. Traduction Marie-Claude White. Édition Mercure de France 2005, p. 244

___________________

 

٤ قِطْعَة مِن الْحَرِير الْأَصْفَر
A Fragment of Yellow Silk

 

مِنْ بَيْنَ كُلِّ هَذَا الْعَرْضِ
لِلْكُنُوز الْقَدِيمَة
يَبْقَى شَيْءٌ وَاحِدٌ فِي ذِهْنِي

 

قِطْعَة مِنَ الْحَرِير الْأَصْفَر


بِالْكَاد أكْبَر
مِنْ نَهْدٍ أَوْ يَدٍ

 

اُكْتُشِفَتْ عَلَى طَرِيقِ الْقَوَافِلِ
مِنْ تْشَانْگْ آَنْ إِلَى أَنْطَاكْيَة
عَبْرَ سَمَرَقَنْد.


)
معرض الفن الصيني،
الاكتشافات الأثرية الأخيرة،
باريس ١٩٧٣(

__________________

(*) Kenneth White: Handbook for the Diamond Country: Collected Shorter Poems, 1960-1990 Mainstream Publishing, 1990, p:114

__________________

  ٥ـ هُوسِّرَل فِي وِيلْگْوَات (*)

HUSSERL AT HUELGOAT

فِي وَقْتٍ مُبَكِّرٍ مِنَ الْيَوْمِ

يَخْرُجُ مِنْ فُنْدُقِ دُولَاكْ

رَجُلٌ قَصِيرٌ بِنَظَّارَاتٍ

وَلِحْيَة قَصِيرَة

فِي يَدِهِ الْيُسْرَى

كِتَابٌ لِكَانْط

يَجْلِسُ بِجَانِبِ الْبُحَيْرَةِ

وَيَبْدَأُ فِي الْقِرَاءَة

حَتَّى يَجْعَلَهُ نَعِيقُ غُرَابٍ

يَرْفَعُ رَأْسَهُ

وَيُشَاهِدُ الطَّائِرَ شَدِيدَ السَّوَاد

يَعْبُرُ الْمِيَاهَ الزَّرْقَاءَ جِدًّا

فِي صَبَاحِ الْعَالَم.

_______________

  (*) Kenneth White: Les archives du littoral. Trad. de l’anglais par Marie-Claude White (Édition bilingue). Collection Poésie, Mercure de France 2011, p 186

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *