العين جدار سميك يفصل بين غرفتين

للشاعر المصريّ: عبد الغفار العوضي

“العين جدار سميك يفصل بين غرفتين”

لا طاقة لى على اصطياد سمكة تطل من بحيرتها الصغيرة
سمكة تخبئ البحر بداخلها
أشم من براءتها المفرطة رائحة الغرق
هى إمرأة تمزج القاع بالسفينة
لتصل دون تعب من الشك
إلى حقيقتها الغامضة.

فى كل مكان تضع جزءا من جسدها
لأعرف رائحة الوقت
حين كنا معا “هنا”

شعورى بالحب يتبدل مثل لون يسقط فى انطفائه التدريجى؛
أرى إمرأتين داخل كهفها البدائى
حين تنهض من نومها /حين تبدل لون السماء بكحلها الفوضوى ..

حين تعد طعام الصباح /
حين تفترس الوقت بجسدها الوحشى،
حين تذهب فى الظهيرة إلى عروة الماء،
تمزق جلدا كان يفصل بين سماء وأرض
ليفيض عليها كل احتمالات الخلق الأولى.

أرى إمرأة تتشتت تحت غريزتها مثل سلالة من الثيران؛
يحرثن جدبا من الأصابع
أنا الذى أحفر
للوصول لعصب أخير من ألم المعرفة،
قليلا من ظمأ البئر الذى يخبئ ذئبا فى سريرته؛
لا يعرف كيف يأكل صورته فى المرآه..

انا الراوى الذى يدخل غابتها المعتمة
ولا يملك سوى الخوف
كبذرة من التناقضات.

الرصاصة هامش يسكن متن اللحم،
الصراخ هجاء العميان،لأن اللغة تزيف حقيقة الباطن وتمنحها نورا زائفا،
ممارسة الحب أثر يفشل غريبان فى اقتفائه
فيصلان إلى عاطفة خامدة فى آخر الوصول..
الكراهية تأويل آخر للحب..

كيف نبصر الحياة دون رؤية تفسخها الداخلى
كيف لا نرى دودة التضاد
تمنح للتفاحة غوايتها ..

؛
لذلك
وأنت تستحمين داخل اكتمالك الكلى
أرى أخطائى فى تفسيرك تملأ جسدك العارى
وأنت تغسلينها بنقطة وصول الجدل إلى انهزامه النهائى
فى آخر الحب لا تقع سوى الحيرة
وجثث من الندم ..

أرى حزنى وأنا لا أستطيع فهم المتعة داخل عينيك
أرى خوفى وأنت ترسميننى كفريسة من اللذة
كيف أفهم العنف داخل جمالك
اللامعنى داخل عريك الذى يمزع نسيج الكتابة

لا أدرك سوى ريشة “الآن”
التى لا تستقر
التى سقطت من فخ يقودنا إلى بيت يشبه النسيان،
والتى تخلق دوما
لحظة افتراسها المراوغة!
••• ••• •••
(*) اللوحة للفنان السوريّ: خالد الحجار

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *