الفنان فليكس دولاه
رؤيا سعد
felix dolah فيليكس دولاه
يستخدم هذا الفنان الألماني الفحم والحبر لتنفيذ رسوماته الشبحية التي تبدو بسيطة ببنيتها التركيبية ، وهي في الغالب ما تبدو نحيلة ، مرسومة على شكل أفراد تبدو عليها الكآبة والوحدة او جماعات متعرجة متكومة بعضها على بعض متوحدة كانها جسد ذو فروع
يجد هذا الفنان بشخصياته الكئيبة المحايدة باللون والشكل تشخيصه لانسان اليوم ، تلك الاعمال في الغالب مستمدة من المفاهيم الأفلاطونية و ما أرساه سقراط قبلا عن قيمة الوجود البشري و المثل العليا ويمكن القول إنه استمد مفاهيم أفلاطون لديه من مبدأ أساسي استسقاه هو الاخر قبلا من أبو الفلسفة سقراط ، الا وهو مفهوم “المُثُل”، أي فكرة أن العالم الذي نتخيله بحواسنا الجسمانية معطوب، وأن هنالك عالماً منفصلاً به مُثُل أبدية ومُحكمة، يفوق إدراكنا. وهذه المُثُل هي أفكار مجردة مثل الجمال، والمساواة ، العدل ، والخير، والشر ، والوجود، والمعرفة.
يقول براون: “الأفلاطونية هي الفكرة القائلة إن هناك حقائق، أو أسباباً، أو مبادئ مجرّدة لا يمكن إدراكها، لكن فقط التفكّر فيها. وعندما نصل إلى ذلك، نصبح أكثر قدرة على فهم طريقة سير العالم، وأكثر قدرة على عيش حياة طيبة”.
ما يقوم به الفنان قد لايكون فنا من وجة نظر البعض ، لكنه يحدث أي كان تصنيفه فهو خلق وهو ذو قيمة في ذاته، ليكن حوارا او ترجمة إحساس او أفكار لا احتاج من هذا العالم غير بعضا من الفحم او الحبر المخفف
على حد قوله
فقد طور الفنان الألماني أسلوبه التصويري المميز بشكل لافت وقد تفرد باختلاف ملامح شخوصه الذين بدت عليهم حالات التوحد والاكتئاب قد يجد البعض ان هذه الأشخاص تبحث عن مجتمع يليق بإنسانيتهم ولايجدون ، ان أجواءه بشكلها العام تبدو حزينة ، وهذا معكوس على اعماله الغزيرة بشكل جلي و صريح يحمل مع كل لوحة بصمة حرفية لأسلوبه الفني الخاص .
يمتلك الفنان فيليكس العديد من المواهب ، فقد عمل كعازف طبل في عدد من الفرق الموسيقية يجوب مدن اوربا في بداية حياته ، وأيضا كان لاعب شطرنج على مستوى الهواة ، واهتم أيضا في عالم السينما وقد تاثر كثيرا باجواء عظماء السينما ، أمثال تاركوفسكي وانطونيوني . كان محبا ومهتما ايضا في الادب العالمي وخاصة ريلكة وبيكيت وكان المحرك الأساسي في تطوره الفكري . وقد رافقت مسيرته الفنية أفكار فلسفة سقراط ومن بعده ديكارت وقد اثرت على العديد من قراراته الشخصية وقناعاته لإيمانه بالمفاهيم السقراطية . يقول الفنان لقد اثر بي سقراط. في حوار ( الديالكتيك ) مع أفلاطون جملة “أعلى خير للبشر هو الحوار الطيب”. لقد بقيت هذه الجملة عالقة في ذهني وحينها علمت أن فني سيكون حوارًا من خلالها وعبرها حوار صادق يُبين ذاتية الأشياء ومكامنها حيث ان . وكذلك يخبر سقراط محاوريه إن برهانه بخصوص معرفتنا الأولية بالمساواة في ذاتها (مثال المساواة) ينطبق تماما على المُثُل الأخرى ـ على الجمال في ذاته، والتقوى في ذاتها، وعلى كافة الأشياء الأخرى الموجودة بذاتها