هجرات.. گلوريا گَرفيتز
ترجمة: فخري رطروط وجاسم محمد
قبل منحها عام ٢٠١٩ جائزة بابلو نيرودا العالية الشأن في أدب أمريكا اللاتينية كان اسم الشاعرة المكسيكية ﮔلوريا ﮔرفِتز (تولد ١٩٤٣ في مدينة مكسيكو سِتي كحفيدة لمهاجرين من أوربا الشرقية) يتردد في أوساط جائزة نوبل لعدة أعوام مما يشير إلى حضورها المتزايد بين قرّاء الأدب ومتذوقي الشعر خصوصًا في أماكن تتجاوز حدود قارتها.
“هجرات” هي مجموعتها الشعرية الوحيدة. صدر أول جزء منها بعنوان “شخاريت” عام ١٩٧٩، ثم عادت لتصدر تحت العنوان الحالي بطبعات متتالية لكن على أوجه أخرى، إذ صارت المجموعة المتألفة من تلك القصيدة الواحدة التي تطول وتقصر تتجزأ وتتوحد مشروعا حياتياً لا نهاية له. القصيدة تمددتْ ارتفعت في كل الاتجاهات وكأنها الكون في صيرورته، وكأنها الهجرةُ ذاتها – هجرةٌ خارجَ الجسد وداخله. وكلُّ مرةٍ تصدر فيها القصيدة يتغير شيءٌ ما، حتى حين تصدرُ مترجمةً.
هكذا هي الحياةُ، هكذا هي الهجرةُ – مشروعٌ دائم يتنفس في الذاكرة كمنبع تتدفقُ منه القصيدة.
لكن وعلى الرغم من كون الهجرة الخارجية وألم خساراتها هي المحورُ الظاهر للقصيدة بكل ما تعنيه من اجتياز للحدود في البقعة الجغرافية تبقى صيرورةُ الشاعرة في النهاية هي جوهرَ النصِّ الشعري. ففي مُستهلِّ أحد أجزاء الكتاب تستشهد صاحبة النص بالشاعر رابي سوسيا الذي قال قبل موته: حين أقفُ على عتبة السماء سوف لن يسألوني: لِمَ لم تصبحْ كموسى؟ وإنما: لِمَ لم تصبحْ كسوسيا؟ ِلمَ لمْ تصبحْ من كان بوسعك أن تكون؟
سؤال آخر يطرح ذاته من خلال قصيدة هجرات هو ماذا تفعلُ القصيدةُ بالشاعر، أهو ذاته كما كان قبلَ كتابتها؟ وبما أنها بوجه من أوجهها حوار مع الذاكرة، من نحن إذاً بعد أن نسترجع الذاكرة؟
هل الكتابة في احدى معانيها هجرةٌ أخرى؟ والتذكُّر هجرة أيضا؟
الهجرة في جوهرها تحوُّل مفتوح على كل الاتجاهات والذاكرة كذلك. شيءٌ ما يحدث معنا حين نشرع بالكتابة أو التذكُّر إذ أنّ استرجاع الأحداث والصور ليس فقط تدويناً لزمن مضى أو لسيرة تاريخية وإنما سبيلاً لمعرفة ما آلتْ اليه الذاتُ البشرية، سبيلا للارتقاء نحو ما يمكنها أن تَؤولَ اليه. في أحد الأحاديث الشخصية معها عن مشروعها الشعري تذكر ﮔلوريا: اكتشفت ذاتي عبر القصيدة، أدخلتني في زمنها وتفاصيلها عنوةً، وانا القليلةُ الصبرِ تعلمتُ الصبر.”
وفي ذات السياق تذكرُ: “كانت جدّتي مكسيكيةً كاثوليكية الديانة. لكن العائلة لم تُعِرْ الطقوس الدينية أهميةً تستحق الذِّكرِ. وقد فوجئتُ بدخول عالم اليهودية في كتابتي، خاصةً في الأجزاء الثلاثة الأولى، مع العلم أنني لم أكن أعرف أن موضوع ذلك العالم والغربة والهجرة كان كامنا فيَّ”.
شرعتْﮔلوريا بكتابة القصيدة في آب ١٩٧٩ ولا تزال تقيمُ فيها. تقول “انتظرها، أستقبلها حسب إيقاعها، أنفِّذ ما تطلب مني”. من هذا نستخلص أن كتابة القصيدة لغزٌ، حالةٌ روحية، تحول، وممارسة لفعلِ أن تكون هناك حيث كلُّ شيءٍ أوسعُ مما يمكن التعبيرُ عنه. كتابة القصيدة خصوصًا وممارسة الفن والإبداع بشكل عام رغم أنها أفعال فردية تبقى في النهاية ممارسات تخص المجموعة البشرية برمتها نابعة من حاجة كامنة في جوهر الإنسان كي يرتقي بحاله. إنها سبيل للكينونة الجماعية في هذا العالم. ثمة من تنيط به الحياة مهمة النجارة، وثمة من تنيط به الحياة مهمة تعمير المنازل، وثمة من تنيط به الحياة مهمة كتابة الشعر، لا لإعادة خلق وتكرار المعرفة المألوفة فحسب وإنما أيضًا لتوسيع حدود المعرفة البشرية لأجل الوصول إلى ما هو لغز وما هو عصي على الكلمات لتجعله ملموسًا ومفهومًا. هكذا هو الشعر حالة سير دائم باتجاه اللغز لكشف أسراره وجعله عبر الكلمات بيِّنًا.
في أنتولوجيا الشعر المكسيكي الحديث (١٩٥٠– ٢٠٠٥) يشير الناقد الفنزويلي ميغيل غوميز إلى أنه يمكن تمييز الشعراء المكسيكيين عن بعضهم البعض ليس عبر أساليبهم الكتابية بل عبر نظرة الشاعر الى مكانه وتأريخيّةِ دوره. إذ أن الشعراء المكسيكيين يهتمّون بالاستمرارية والتاريخ وبعلاقتهم بمن سبقوهم. الخروجُ عنهم سبيلٌ محتمل لكنه لا يخضع لرغبةً آنيّة. ويذكرُ أن الشعر الحديث ينصت الى الواقع كما هو لكن في الوقت ذاته، كما هو الحالُ مع كلِّ الفنون، يدون العالم ويحاول تغييرَه. ما هي صلة ﮔلوريا بالأدب المكسيكي إذًا؟
رغم أن هجرات قصيدة مكسيكية محضة بتدفق موسيقاها واسترسالها لكنها في نفس الوقت تخرج عن المألوف عبر انفتاحها على الأساليب والتقاليد الشعرية العالمية أكثر مما هي منفتحة على التقاليد المكسيكية، خاصةً الأعمال الشعرية التي لازمتْ الشاعرة طوال حياتها كديوان الأغاني لعزرا باوند. وهي ليست معنية بمسألة الاستمرارية في الشعر وليست معنية بالإنصات إلى الواقع وتدوينه. هجرات كما الهجرة ذاتها لها واقعها الخارج عن القوانين السائدة. إنها معنية بنفسها أكثر مما هي معنية بالعالم الخارجي وتغييره.
إنَّ طاقةَ القصيدة وقدرتها على الحياة لا ينبع من تشكيلاتٍ لغوية تُبهر القارئ فقط وإنما من صدقِ الشاعر والحكاية الكامنةِ فيها. هذا مما يجعل القصيدة خير تدوين للحظة أو لزمن من حياة الإنسان لتبقى إرثا إلى أجيال قادمة تستخلصُ معرفةً عن الذين سبقوهم بالإضافة الى المتعة الروحيةِ التي تمنحها. قصيدة الشاعرة ﮔلوريا مبنيّةٌ على الحكاية رغم أنها تومضُ بعض الأحيان بسطور فلسفية تفتح للقصيدةَ فضاآت أخرى.
صدرت نسخة سابقة من هجرات في إحدى دور النشر العربية لكن النسخة الجديدة تختلف عنها بأوجه عديدة. تغيرات شتى طرأت على القصيدة. أجزاء اختفت وأجزاء جديدة أضيفت. العناوين الداخلية اختفت أيضًا. وعلى خلاف النسخة السابقة تمت ترجمة هجرات هذه من اللغتين السويدية والاسبانية مما يجعلها أكثر قربا من النص الأصلي بكل ما له وما عليه. إنها تجربة جديدة ومشوقة كوننا زميلين نعيش في بلدين مختلفين وترجمنا النص من لغتين مختلفتين. نأمل أن خلاصة هذه التجربة تروق للقارئ وتنال استحسانه.
في هجرات القَرَنْفُلِ الأحمر، حيث الأغاني تتدفَّق من مناقيرِ الطيورِ الطويلة
والتفاحُ يتعفّنُ قبلَ الكارثة
هناك وقت شرب الشاي الفاخر بين العرائش تتفقد النساء صدورهنَّ
ويتحسسن فروجهن بأكف ندية، مغبّرة بدقيق الأرز
هواجسُ أربعاء الرماد تعبر نفْسَ المدن
المربّية المسنَّة ترقبنا من كوّة مضيئة
الظلال بِركةٌ تتنفس
المطرٌ أحمر أرجوانيّ
الحرارةُ تفتحُ فكَّها
والقمرُ يهوي في الشارعِ
صوتُ امرأةٍ شديدة السواد تغني حزينة
بينما دخان البخور وذكر اللبان المحروق يتصاعد
وأصابعكَ، كحيوانٍ رخوي ساخن زلق، كحلزون مبللٍ، تتوارى فيَّ
وها نحن نكمن في هشاشة لحاءِ الخريفِ في المتنزّهِ الطويل
في قيظِ أيام الكلب
حيثُ تكون الألوانُ الزاهيةُ في أقصى جمالها
وبعد صلاة الصبح الخشنة المنسية
يولد نسيم من الأدعية
وغاباتِ الفلفل الأسود
جدتي تعزفُ دائماً ذات السوناتة
صبيّةٌ تأكلُ المثلجاتِ في متنزه تشابولتيبيك
الضوءُ يتكسَّر على اللبلاب المتشابك مع الضباب
والغسيل منشور تحت الشمس
سوناتا الجدةِ حصينة
قلتَ إنه الصيف
آه، الموسيقى
وتدفقُ الشفق
وتدفق الخضرة
صرخات أطفالٍ يلعبون
باعةُ الجوز
أنفاسُ ورود صفراء
وحين خرجنا من السينما قالت لي جدتي:
احلمي أيتها الصبية، لأن الحلمَ بالحياةِ جميلٌ
تحتَ الصفصافةِ لا شيء غاطس في الصيف سوى نفادِ الصبرِ
غيومٌ طيِّعةٌ تهوي نحو الصمتِ
هكذا تتَفَتَّح كلمات الزُهار1
ما تبقّى ذات الأسئلة ككل مرةٍ
أسقط أعمقَ وأعمق
في هاوية صلاةِ يومِ الغفران
قبلَ بدءِ الصيامِ الكبير
في أبخرةِ المعابدِ الزرقاء
قبلَ وبعدَ رأسِ السنة العبرية
في بياض المطرِ تُصَلّي جدّتي الصلاةَ الورديةَ2
وفي الخلفية يتهاوى صدى الشوفار3 مفتتحاً عامًا جديداً
في منحدرات الغياب في الشمال
تسيلُ الكلماتُ واللعابُ
الأرقُ
وفي أقصى الشرقِ أستمني وأفكر فيكَ
زعيقُ النوارسِ فجرًا
زبدٌ على الأجنحة
ألوانُ أزهار الجهنمية المجنونة وموسمُها لكَ
ودقيقُ الطلع على أصابعي
منك تفوح رائحة بنفسج محموم
الكلماتُ صلاةٌ طويلة، جنونٌ إثرَ جنونٍ
العطورُ في الأقفاص
غبطةٌ لامتناهية
نشوةٌ تكمن في الحركة، تولدُ مرةً تلو أخرى
تحرَّكْ
تحرك أكثر
ولا تخف
في الممرات العريضة ثمة صورٌ فوتوغرافية شاحبة تتخمّر في الصمت
في سماواتِ أخرى حيث تشتدُّ الحمى الحمراء
في الشرفاتِ المصقولة المعتمة تحت أشجار الأقاقيا
في المطبخِ حيث الأطباقُ المغسولة توّاً
والفاكهةُ المعسَّلةُ
وقت ارتفاع منسوب الأنهارِ ليلاً
في ليل الصفصافِ
في أحواض غسل الأحلام
في عتمة البخار الصاعد من أحشاء الأنوثة
أمنحُكَ موتي كله، كاملاً
موتي كُلّه لك
وإلى منْ يتحّدُث المرءُ قبلَ موتِه؟
وأين أنتَ؟
في أيّ موضعٍ فيَّ يتسنّى لي أن أخلقُكَ
المعجزات تتراكم طبقات في كنيسةِ “سانتا كلارا
والدموع تملأ صحن الكنيسة
زهورُ عبريةٍ من حبر تخرج من لفائف التوراة المتشققة
الأيامُ تنزلق ببطء، تنأى وتسقط تحت ضغط داء الشقيقة
لا أجد نفسي
ولا أملك حتى شموعا لأشعلها في قدّاس موتي
لا أعرف حتى كلمات صلاة الميت
لا أملك بوصلة
أين سيتوقف النبض؟
ما مصير هذه الفسحة الأخيرة من الحلم، أين ستذهب؟
والبيت مربوط بشجرة والشجرة مربوطة بالريح
الأوراق وظلها الأوبالي4
لولبُ من صدى
رَجعٌ
نحن حصيلة أفكارنا
أفكار تتناسل
اللقالقُ تعود
تفتحُ الصمتَ بأجنحتها
وفجأةً زهورٌ بيضاءُ في سماءٍ خاليةٍ
وقت الظهيرةِ في المدنِ
أبعدَ وأبعدَ جنوبًا
حين يُطبق القيظُ على أنفاس الجبال
دائماً صوبَ الجنوبِ، هناك حيثُ لا شيء يحدثُ
أفضّل التشبّثَ بما أختلقُ
فلا أدرك شيئا عما هو حقا موجود هناك
أفضّل الحلمَ بأني أموتُ على الموت من أحلامٍ تخلقُني؟
أغفو ثانيةً دونَ حلمٍ
والضوءُ ينزلق فوق شفا النهار
وصراخُ الأشجارِ يصم الأذن
والمساء يكرر ذاتَ الكلامِ
لا تفتحْ هذه الفسحة الحقيقية
إنها الفضاء الوحيد الصالح للسكن
هندسةٌ مؤقتة
الأرقٌ البطيء المغلق
الشفق قادم
شمسٌ مِنْ نحلٍ تتبددُ
مطرٌ يهطل بينما جدّتي تتلو الصلاة الوردية
مطر يهطل وهم يصلون من أجلي
يوما بعد يوم يزداد ضعفي ولا أعرف ماذا أفعل
فأنا حبيسةُ نفسي
وسوايَ هواجسٌ في داخلي لا غير، أخترعهم مع بزوغ الشمس
الوهم الذي يبدأ كلَّ صباح
هذا التمرين الرتيب على الصحوةِ كي أعودَ ثانيةً لمن هي أنا
وماذا لو بقيتُ مستيقظة إلى الأبد؟
الصباح يتبدد
أمواجٌ الصمت الساخن تتوهج
فراغات مشحوذة
أشكال مؤقتة
مستطيلات
أرى شظايا توشك أن تفوح عطرًا
ولكل جهة نزيفها
حاضنتي معي وأنا أحزم حقائب رحيلي
حفيف حمائم حول الغرفة
أفتحُ النافذة
شقوقٌ صغيرٌ ضامرة تؤجج آلام المساء
لا أشعر بوجودي
ولا بتلك التي كنتها
ولا بتلك التي أريد أن أكونَها
في رحلة زهور الأذريون
في سطور
والصديقات يداعبن بعضهن البعض
لأنها دائمًا المرّة الأولى
لأننا وُلدنا مرّات
ودائمًا نعود
والزهور تتفتح
الطيورُ الشاهقة تتوقف في هجرتِها
تُمزقُ الغيومَ
وتملأ السحب المثقلة بالمطر أجنحةً
في امتداد الحلم أستيقظ والليلُ موشكٌ
أدخل السينما
والثلج يهطل في نيويورك
أدخلُ سينما أخرى
الحاضرُ ظرفٌ لا غير
أهبط
والساعةُ تقترب من الثامنةِ صباحاً
نحن في يناير
وكلنا نقضي الوقت في دواخلنا
حياتي لحظاتٌ فوق لحظاتٍ أعيشها على سطح سويّ
أستلقي فوق أمسيات مخلوقة لأجلي وحدي
بينما تاريخ اليوم لم يتغير خارجَ النوافذ
إنه يوم غريبٌ
لكنني أتشبَّثُ بأيامي الأخرى
حبيسة نفسي
أتشبَّثُ بي
وكلُّ شيءٍ يؤوب إلى نهايته
مع ذلك يؤوب كل شيء إلى الأبد
والعادات اليومية تؤوب مع الزمن إلى نهايتها
لحظات صغيرة مُشَبِّعَةٌ متوترة تذوب
بينما أنا حبيسة هذه الغرفة
بينما المطر يواصل هطوله
بينما شعوري بأني لا زلت قادرة على الإحساس لم يهجرني
بينما أنا أجبر نفسي على ألّا تهجر هذا الشعور
الخوف يدفعني للخروج من الخوف
أرغم نفسي على الخروج من نفسي
لكنْ من أين هذا الايمانُ بأن “إبرة الراعي” تزهرُ طوالَ العامِ في الجهةِ الأخرى من البحر
الصناديق الخشبية المثقلة برائحة الراتنجِ الدافئة
تُحمَلُ إلى غرفٍ غريبةٍ بما فيها من مراهم
وصابون الشوفان، ومسحوق حليب الماعز،
وطحين، ومعجون أسنان بنكهة العِلكة
الاستحمام على مدى أيامٍ لسَبلِ الشعرِ
الأبجور الخشبي الأخضر الذي يبَّسته الشمسُ في كويرنافاكا
فتاةٌ تتمعّنُ بفرجها في جمرِ ظهيرة
بالحشراتِ والسحالي
لا أعلم إن كنتُ نائمة أو مستيقظة
يدايَ تعيقانني ولا أعلمُ أين أضعهما
المطرُ بطيء، يوشكُ على التوقفِ
وكلُّ شيءٍ يتمهل، يعصرني، لكنَّ المطرَ يهطل
نوافدٌ تُفتحُ
خلف كثبان رملية
وخلفَها تُبحر السفن وتتبدد كالزفير
تبحر نحو فتياتِ جداريّات قصرِ “”كنوسوس”
نحو فتياتٍ من ماءٍ وكلسٍ
بجلد يتقشّرُ
وخلفَهن شمسٌ من غبارٍ،
وفي العمق عصافير
أبداً لم نصل إلى أبعد من أنفسنا
لكن إبرة الراعي تزهر طوال العام
والأبجور الأخضر يكمن أيضاً في ذات الذاكرة
نبضات تُثبَّتُ على لوح التصوير الفضي القديم
أين تَدقّ؟
في أية جهة؟
صدر مؤخراً عن دار خطوط للنشر و التوزيع في الأردن