الحيرة الكبرى

غريب إسكندر

في ترجمة ديريك والكوت
تتبختر الكلمات
كما تتبختر طيور البَلَشون
في قصائده الأخيرة
التي كان يريد
أن يروي فيها الندم
فسبقته البهجة
في جنونه “الراكد كقارب مثقوب”.

لذلك لم احتج هذه المرة
الى “خيانات” أزرا باوند
التي تحوّل الرماد الى شجرة
والنهر الى لُجّة صامتة
ليس في الأمر أي سحر
هذا هو طقس الشعر؛
طقس الترجمة
كما يرد في المعاجم السرية
للظلال والضوء
حيث يتحول السيل الأعمى
الى عصا متأملة
بينما تقترب
المغامرة أكثر فأكثر
قبل أن تختفي التفاحة الذهبية
في الصدى
قبل أن تختفي الكلمة التي لم تكتب بعد
لكن الحرف ينجو
كما تنجو النار
هذه هي الحيرة الكبرى!

يلتقي كلانا بما يموت
يلتقي كلانا بما يولد
وسيعبرُ الحلمَ
طافياً بالليل كلّه
كلانا
كتابٌ مفتوحٌ كالأبد
هذه الشجرةُ الكونية
حيث الشعرُ
كلّ الشعر
ليس سوى قصيدة واحدة!

شاعر عراقي مقيم في لندن ، نقل الى العربية مختارات شعرية للحائز على نوبل للآداب ديريك والكوت بعنوان: هنا يكمن الفراغ

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *