بين ذاكرتين | من القدس إلى باريس
إعداد: عنفوان فؤاد
بين ذاكرتين| من القدس إلى باريس
بجرّةِ قلم دون الكلام على ورق الذاكرة، فكانت الحكاية
ﻷكثر من 30 سنة اختار أن يكون حارس التاريخ، رصد تغاصيل اﻷمكنة طارد الحكايات سافر دون تأشيرة عبر الزمن، تنقّل بأريحية بين المكان والزمان. هُدمتْ وطُمستْ معالم كثيرة، بقلم رصاص رمّم هالة اﻷمكنة، ثبّتها، دوّنها بتفاصيلها الشاهدة عليها فوتوغرافية من هها وهناك. من القدس إلى باريس حيثُ سبقته سيرته وسمعة لوحاته، ها قد حفر اسمه بشكل رسمي في متحف “يبوس باريس” بتسمية قاعة كاملة باسمه يُعرض بها أعماله وبعض مقتنياته.
” 50 لوحة أصلية من رسومات الفنان المقدسي شهاب قواسمي تتحدّث عن تاريخ القدس وفلسطين ستُعرض رسمياً في قاعة تحمل اسمه داخل (متحف يبوس) في باريس “
يقول الفنّان قواسمي: 《في مثل هذه الأيام وبتاريخ 17 /7/ 1977، سافرت إلى باريس كطالب في معهد بيت الفنانين في القدس، حين أرسلني المعهد في بعثة فنية قصيرة إلى النمسا وفرنسا.
واليوم، وبعد 43 سنة، وصلت أعمالي إلى باريس》
” ماذا يطمح الفنان أكثر من تحقيق ذاته فنيًا وتخليد اسمه وتكريمه وهو بين الناس! “
بدعوةٍ من السيد “فالنتين ماتيودا”، منسّق العلاقات الدولية في (متحف يبوس) في باريس، سينضّم قريباً الفنان شهاب قواسمي إلى إدارة المتحف لحضور حفل افتتاح قاعة تحمل اسمه بشكل رسمي بهذه الصيغة (قاعة الفنان الفلسطيني شهاب قواسمي)، حيث سيتم عرض 50 لوحة من رسوماته الأصلية، والتي تمّ اختيارها بدقة لإرضاء الجمهور الفرنسي بعد اتفاقية تعاون رسمية بينه وبين المتحف، بالإضافة لعرض كتاب (كان ياما كان) القدس قبل مئة عام الذي حقق نجاحاً منقطع النظير وبطاقات بريدية تحمل أيضاً رسومات الفنان.
يقول الفنان قواسمي: 《في هذه الأثناء، أستعد لشحن المصنفات والوثائق المصاحبة للوحات، وفقًا للمادتين L122-3 و L122-4 من قانون الملكية الفكرية للجمهورية الفرنسية》.
يتابع: 《في البداية، كان من الصعب بالنسبة لي إهداء الكثير من أعمالي الأصلية، لكن شعرتُ أنه من واجبي مساعدة هذا المتحف الفلسطيني الذي يتطور في قلب باريس، إذ دافع “متحف يبوس” عن الثقافة العربية والفلسطينية الكنعانية لأكثر من عشرين عامًا، وتمكنت فكرة المتحف من الاستقرار في فرعه الأول في مدينة “سانت بطرسبرغ” في روسيا العام الماضي لتصل الآن إلى باريس. هذا ويعتبر متحف يبوس المعيار الذي يمكن أن تتألق فيه الحضارة والتراث والثقافة الفلسطينية في أعين الباريسيين.
ومن هنا، من يبوس القدس، ما أعتز به وما سوف يساعدني في هذا النجاح ليس سوى إرادة الله، التي مرت بتواضع من بين أصابعي، إلى متحف يبوس لخدمة شعب فلسطين والإنسانية معا. وما توفيقي إلا بالله》.
بعدها اِختتم الفنّان كلامه بدعوة أصدقائه (وخاصة الفنانين التشكيليين) إلى التفكير في أن متحف يبوس بحاجة إلى دعمهم، من خلال التبرع بكل ما يتعلق بفلسطين: اللوحات الفنية، الأعمال التصويرية، القطع التراثية، الوثائق القديمة، الأزياء، العملات المعدنية، وكل ما يشهد على تاريخ فلسطين منذ أن وضع الله الفلسطيني على أرضه وحتى اليوم.
هذا وسيتم عرض أجمل القطع بأسماء المتبرعين الفخورين، وسيتم منح شهادات التبرع والشكر.
كما أعرب الغنان قواسمي عن امتنانه وشكره للأديب المقدسي الأستاذ إبراهيم جوهر لتبرعه بلوحته الشخصية والتي كان قد قدمها له هدية في وقت سابق.
(*) البورتريه الشخصي سيعرض في المتحف.
– المرفقات:
▪مرفق نموذج لتوقيع الفنان شهاب قواسمي على اتفاقية التعاون لبعض اللوحات من أصل 50 لوحة.
(*) كما طُلب من الفنان تعلّم اللغة الفرنسية، لأنّه ثمّة تعاون دائم سيبقى قائمًا بين مسيّري المتحف والفنان في المستقبل القريب.