أقفاص العطش
للشاعر الليبيّ: سراج الدين الورفلي
أقفاص العطش
اتضح حجم العطش الذي تركه المستنقع قبل أن يجف
الآن، على العشب، يمكن ان أضاجع نصف القمر المظلم
وأترك النصف المضيء للعميان
ألثم صمته الأزلي، صمته الخانع،
هناك، لتشكرني فتيات الليل، والناذرات بطونهن لأبخرة النحاس
الثملات، المنهارات من قسوة وعيهن،
اللون المتكسر تحت أظافرهن العنيدة
أخرج قضيبي، الطريق المعبد لقوافل البربرية
بين الفخذين المحشوان بالقطن المغطس بالميكروكروم
أفلت فخاخي الهمجية، سلالتي التي أتمنى إبادتها
أسحق أغصان الموسيقى بأقدامي المتسرعة
أنا الهارب دائماً من بويضة تتدحرج خلفي منذ الأزل
أنتقم من لغتي، من الأفواه، من الصوت، أمزق رئتي
يسقط منها، وجهك، المشبع بالفناء
كل نساء الآبار الدفينة، ينزلن أيديهن دون دراية ليقسن حرارة الماء المتدفق
أراقب عينيك
تبدأ الصحراء في التكون
ينمو شعب من الأحجار الكريستالية،
يبدأ أطفال القرى بالخروج من بيوتهم في الصباح
فجأة، حين يبدأ دخاني يصعد نحو السماء،
الدخان الأبيض، كاحتراق عامل فحم داخل مخيلة المنجم
أتذكر مخابئي الحزينة
ونحن نطفوا كجنينين في أول رحم عرفته الحياة
كنطفتين اخترقتا غشاء الفضاء الخارجي، نبتعد دون إدراك أو أسف، نبتعد إلى الأبد من لقائنا الأول.
نص عميق و معقد ببساطته… معانيه تلمس القلب
❤