خطابات هتلر

رؤيا سعد

اجعل الكذبة كبيرة، واجعلها بسيطة، واستمر بقولها وفي نهاية المطاف سيصدقونها.

لطالما عرف عن أدولف هتلر خطاباته الرنانة التي القى بها اللوم لاسباب دخول ألمانيا في مطبات سياسية وان جميع مشاكل ألمانيا كانت تقع على عاتق ضعف قادتها و الخونة من الماركسية واليهود . حشدت كلماته وخطبه الملايين لقضيته ، وانتهت بقتل الملايين ايضا .

كان هتلر والحزب النازي يتفنون بحب الظهور بل هم أسياد الدعاية ، وكانت واحدة من أهم أدواتهم هي صور الفوهرر. الامر الذي دعاهم الى التقاطها حتى وهو يلعب مع الكلاب لتحقيق تلك الغايات . لكن هذه الصور النادرة لهتلر وهو يتدرب استعدادا لإلقاء الخطب تظهر الجانب الخفي من كيفية صعود هتلر إلى السلطة.

كان هتلر رجلاً عبثًا مرتبك وقلقا ويحسب لوقوفه امام وسائل الاعلام الف حساب خوفه من ان يبدو غبيًا أثناء الخطبة و ما كان علاج هذا الامر الا عن طريق التقاط مصوره الشخصي ( هاينريش هوفمان ) صوراً لتبعث في نفس هتلر الطمانينة من انه قادر على أن يكون حاسما و يضرب بقوة.

بعد تلك التدريبات عام ١٩٣٣ شعر هتلر بالحرج من تلك الصور فامر مصوره هوفمان بتدميرها – لكن المصور رفض ، وكشف عن جانب آخر من شخصية ذاك الديكتاتور.. وبعد مدة طويلة وعندما تمكن هتلر وتحول لقبه إلى الفوهرر ، ألقى خطب عديدة لمحاربة الافكار الماركسية والأعراق وغير الآريين وقبل كل شيء اليهود. لكنها لم تكن مجرد كلمات تلقى بل جعلت من خطب هتلر مؤثرة وقوية – لقد لعبت دوراً مهماً في تأجيج أتباعه

في عام 1921 ، شاهد دانييل بينشي ، الطالب الأيرلندي الشاب الذي أصبح فيما بعد السفير الإيرلندي في برلين ، هتلر يتحدث في ميونيخ. وصف بينتشي هتلر بأنه “خطيب بالسليقة ” ، قوبل “بحماس هستيري”.

وكتب بينشي في مذكراته: “ارتفع صوته إلى الصراخ تقريباً ، وأصبحت إيمائاته قاسية ليعزز قوته ، حتى انني لاحظت آثار الرغوة في زوايا فمه”.
لعب هاينريش هوفمان دورًا رئيسيًا في حياة هتلر. حيث لم تكن صور هوفمان الملتقطة لهتلر في عام 1925 هي الأولى التي التقطها للزعيم ، ولم تكن هي الأخيرة. كان هوفمان مصور هتلر الشخصي ، وأخذ أكثر من مليوني صورة لفوهرر.

التقط هوفمان صوراً قوية غذت آلة الدعاية لحزبه. أوضح سيرة حياة هوفمان ، لويس إل. سنايدر ، كيف أغنى هوفمان نفسه من خلال بناء علاقة وثيقة مع هتلر. “أصبح المصور الذي راهن على نجاح الحركة الاشتراكية القومية بعد ذلك ،، مليونيرا”.

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *