لويس ثرنودا..قصيدتان

ترجمة : عبدالهادي سعدون

لويس ثرنودا

Luis Cernuda

(1963-1902)

 

ترجمة : عبدالهادي سعدون

ولد في إشبيلية عام 1902. من عائلة بورجوازية درس عند الرهبان وتابع دراسته في كلية الحقوق. بعد الحرب الأهلية هاجر إلي انجلترا وعمل مدرساً للغة الإسبانية في جامعات عدة. هاجر بعدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليعمل مدرساً للأدب الإسباني، وفي عام 1952 استقر في المكسيك حيث مات فيها عام 1963. أصدر العديد من الكتب الشعرية منها: شكل الهواء 1927، ملذَّات ممنوعة 1931 و حيث يسكن النسيان 1933. صدر له آخر كتاب قبل الحرب الأهلية الإسبانية وخروجه النهائي من بلده وكان بعنوان: “استحضار” 1935. جمع كل أعماله عام 1936 في مجموعة كاملة أسماها “الحقيقة والرغبة“. نشر مابين 1937 و1940 وفي عام 1964 بعد وفاته بعام أعيدت طباعة أعماله غير المنشورة تحت العنوان نفسه: “الحقيقة والرغبة 

أينَ يعيشُ النسيان

أينَ يعيشُ النسيان

في الحدائق الشاسعة بلا شفق

حيث أكون وحسب

ذاكرة حجر مطمور بين شجيرات القريص

حيث تتسلل الريح إلى غفوته.

إذ يتركُ أسمي الجسد

بين أحضان العصر

حيث لا رغبة بعد حين.

في هذا الإقليم الكبير

حيث الحب كملاك مهلك

لا ينهشُ جناحه الحديدي في صدري

بل بابتسامة طاغية يحيطني بينما تعلو العاصفة

هناك حيث يخمد هذا الولع الذي يسطِّره آخر على هيئته،

خاضعاً حياته بحياة أخرى

دون أي أفق لعينين أخريين تواجهانه.

حيث الألم ومفرداته ليست أكثر من أسماء مجردة،

سماء وأرض أصيلتان حول ذكرى،

حيث النهاية تصبح طليقة دون أن تعرف هي نفسها بذلك،

حرة في الضباب، في الغياب،

غياب رقيق كلحم طفل.

هناك، بعيد جداً:

حيث يعيش النسيان

مهاجر 

هل تعود؟ هل يعود

بعد تعب الطريق، وجشع الأرض، والبيت والأصحاب،

وهل يعود الحب نقياً مثلما يتأمل.

بل أنت؟ هل تعود؟

ترجع دون تفكير

أم تمضي إلى الأمام حراً

طليقاً كما اعتدت، شاباً أم شيخاً

دون ابن يبحث عنك مثل أوليسيس،

بلا إيتاكا تنتظرك، بحضور بينلوب أم لا.

استمر إلى الأمام ولا تعدّ،

مخلصاً حتى النهاية لطريق ولحياتك،

لا تحلم بقدر أكثر سهولة،

لتطأ قدماك أرضاً لم تر من قبل

ولتحلم عيناك برؤية لم تكن قبل الآن

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *