هلاوس
دكتور: حميد يونس
هلاوس
– هل تسمع أصوات في داخل رأسك؟
– كلّ الوقت، عادة ما أسمعه حين أكون وحدي، لكنه يحدثني أحياناً رغم وجود الآخرين، لذلك أضطر إلى الصراخ به كي يخرس، أشاهد الناس يضحكون علي وأنا أحادثه.. طز.. طز بالناس.. هو لا يصمت إلا حين أصرخ به أو اقاطعه.
– من تقصد بـ (هو)؟
– النبي… أنا أتحدث مع نبي، لكنه نبي جاء بعد سقوط الموصل، يعمل في المخابرات مع طالب شغاتي، يتجسس عليّ ليل نهار، ويعرف عني كلّ شيء. زرع كاميرات التجسس في داخل رأسي; كاميرات اسرائيلية، بحيث لا تستطيع أجهزة المفراس والرنين أن تكتشفها!
– وماذا يقول لك؟
– يقول أنني إنسان جبان وفاشل، ومرات يظل يصرخ (زبالة.. زبالة..)، بالله عليك يا دكتور، أليس الجميع زبل؟ أردت مرة أن أتخلص منه، وأخذت سلاح أخي العسكري، وصوبته نحو رأسي، وبقيت أصرخ وأهدد وأتوعد… تركني يوماً أو يومين، ثم عاد من جديد.
– هل تسمعه الآن؟
– نعم.
– ماذا يقول؟
– إنه يتحدث عنك يا دكتور.
– ماذا يقول؟
– مجنون! يقول أنه يراك مجنون للنخاع.
– أنا مجنون؟
– الكلّ مجانين، لأنهم لا يصدقونني.
– لماذا؟
– الناس إذا رأوا شخصاً يتحدث مع الله يقولون أنه يصلي، وإذا رأوا أن الله يتحدث إلى الشخص يقولون أنه مجنون.