عدوى القبلات

للشاعرة التونسية: خديجة غزيل

لقد قَبّلت الشّعر مرّتين
ومتّ فيهما
ليس لأنه كان خطيرا ومُعدٍ في كلتا المرتين
ولكن لأنّي أختنق بالقُبل

أريد هلوساتي أقول للطبيبة
وإن لم أنج من زحّافة العقل
أمكث في الركن المشَوَّش

لو أن للّيل عقل
سيكون ملقى الآن على السرير
ينفخ في علبة المُسَكّن الفارغة
ويهتف بجنون
لست مجنونا

تجذبني آلة الرنين المغناطسي نحو الموت
تجعله شاعريا ومغريا
كالخياطة بلا كشتبان

من الحفر الممَوّجة في دماغي
أترجّى عمّال البناء
أن يكفوا عن الطَرق
قوالب الطّوب
تبني جسرا إلى قلبي
من الإسفلت المقدس
يد الشاعر مجروحة لكنه يكتب بيد ليست له
حتى المحرك المحترق بين رئتيه ليس له

مثلما تقيّد النافذة الستارة
والجدرانُ البيتَ
ومثلما تخنق مصابيح النيون الضوء
يخنقني هذا الشِعر

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *