“حرب قذرة تنام كطفلين متعَبين”

للشاعر الليبيّ: علي الربيعي

“حرب قذرة
تنام كطفلين متعَبين”

حسنا
الآن
والمدينة الوقحة تُقبِل على النعاس كذئبْ
وأنا اتوسط هذا الخراب
هذا الاستغراق الكئيب
في النظر إلى الخارج عبر جدار الغرفة المهدم
لم يعد في وسعي
أن أجُرّ الغابة إلى السرير
فأنا وحيد وعاجز
مثل كل من يطرق بأنظاره إلى السماء
ويبكي
لكي يستعيد ضميره
بعد احتسائه زجاجة نبيذه الشريرة الأولى
إنما بوسعي ورغم الأسى الآن
ألّا اردع الكأس وهي تتجه بأحشائي نحو المقبرة
وأن أبول على حرائق تنشب في سهول اللغة
وفي فَم حسناء ركلتها الحياة جيدا
ربما اكثر مما يجب
لتصير شاعرة
نكاية في شعراء بُلهاء يَعلَقون بين فخذيها
ويتكدسون فوق نهديها مثلما يتكدس الزنوج
فوق قارب بخاري صغير
قارب مقلوب ومعطل بعيدا عن اليابسة
نكاية في اسرّةٍ فارغة شبيهة بمدبغة نتنة
وفي اوغاد آخرين يخلعون اسمكِ عن أبواب القصيدة
ويشدّونه بحبلٍ من عنقه اعلى الجسر ويضحكون
وبما أنكِ اشدّ وحدة من خنجر
واكثر إغواء من مدينة
سوف أنفضُ عن شفتيكِ المالحتين قصائدي القذرة
قصائدي التي لا تستحم ابدا
الشبيهة بنهار بليد يتثاءب
وهو يسند ظهره إلى الحرب
ويقول بكل وقاحة لكلينا :”صباح الخير”
قصائدي التي تنبت أمام دَرَج بيتكِ
ولا تُزهر ابدا
..
كشجرة اعياد الميلاد.

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *