انطباعات
الفنان التشكيلي: كريم سعدون
انطباعات
مبتنى الفن يقوم على عتبتي الفنان ونتاجه وهذه الثنائية تصبح واحدة في مسارها بعد اقصاء الفنان منها، فيكون نتاجا متخففا من سطوة منتجه ومستقلا عنه، طيعا للمراقبة النقدية وللتلقي ، وآلية التلقي بشكل عام تحكمها عوامل عديدة ضاغطة ومتغيرة نسبيا.
اما النقد فهو عمل تحكمه الدراية والمعرفة، فالدراية ناتجة عن متابعة دقيقة ومتلاحقة لكل ماينتجه الفنان وحصيلتها للناقد معرفة بصرية واسعة، ومعمارمعرفته النظرية يتكرس بقراءاته المتنوعة والمنهجية خصوصا ومتابعته وتبنيه لمناهج النقد الحديثة.
والنقد المتداول يمكن تجنيسه جوازا بنوعين هما :
الأول –هو الكتابات الانطباعية السريعة وهي لاتعدو على أهميتها أكثر من كونها تقديما للفنان وعرض سريع لنتاجه الفني وهو احتفاء أكثر منه قراءة متبصرة.
أما الثاني- فهو المنهجي وهو نقد توجهه ذائقة معرفية ورأي متأني، يكون الناقد على دراية كافية بنتاج الفنان ولكل مايحيطه وهو نوع من الكتابة لم نتدرب عليه كفاية ولم يصبنا منه كفاية من الشبع، و ينعدم إلى جانب ذلك التوقع لردة فعل الفنان في مواجهته.
يجب أن يكتب الناقد بروح الكاشف للتجربة كما يراها بمعرفته التي تحصنها المعرفة البصرية المدربة والجادة وأن لاتحركه الأهواء الشخصية بقدر مايحركه الحرص على تجربة الفنان وإمكانية التعريف بمساراتها وتشذيب مايكتنفها من بنيات غير فعالة تذهب بمستوى النتاج الفني وتقلل من قوته وتحد من قدر التجربة التي تثيرالانتباه وفي هذا أهمية كبيرة تقدم نفعا للفنان أولا وتقدم للناقد ثانيا، شحذا لملكته النقدية. وكلاهما الناقد والفنان لايمكن أن يكونا إلا معا في الوقت والزمان ولاغنى لأحدهما عن الآخر فهما يدخلان مختبرا فنيا ومعرفيا.
المرحلة الحالية التي يميزها الانفتاح الكبير لمنافذ التواصل السريع بسبب وسائط التكنولوجيا الحديثة ستفرد للكتابة النقدية المعرفية الرصينة الحضورالأكبر فيها وسيكون للناقد حضورا فاعلا ويجري تقبل كتاباته بشكل أكثر مرونة وستكون الثقة بها بمثابة البوصلة.
•
(*) العمل الفني والمقال: للفنان التشكيلي العراقي المقيم بالسويد: كريم سعدون
اعتزازي الكبير بكم وبما تنشرون ، سعيد جدا بتصفح المواد التي تعلن عن ثراء وذائقة ثقافية ومعرفية رائعة
كريم سعدون