ما جدوى أن…
للشاعر الجزائري: الأخضر بركة
ما جدوى أن…
ما جدوى أن تكون جدولَ مَاء
إن كنت ستجري باتجاه المستنقع
▪ ▪ ▪
ما جدوى أن تكون سمكة
إن كنت ستموت بالشيخوخة
وليس في صراع مع سمكة أكبر
أو مع شبكة صيد.
▪ ▪ ▪
ما جدوى أن تكون تراباً
ثمّ حين المطر،
بدل أن تغدو حقلا يتفتّق بالاخضرار،
تصير وحلا يعيق حركة المشي.
▪ ▪ ▪
ما جدوى
أن تكون صقرا
عينه معلّقةٌ بالزرقة والجبال
وقلبُهُ
مصابٌ بحبّ القفص
▪ ▪ ▪
ما جدوى
أن تقرأ آلافَ الروايات والأشعار
ثمّ تحيا
عاجزا عن استنْبَاتِ وردة واحدة
في تربة نفسك
▪ ▪ ▪
ما جدوى أن تكون حياتُك
مليئةً بالصخب والأضواء
ثمّ يكون موتك
ليس أكثر من سقوط ورقةٍ
صفراءَ في وادٍ من الصمت.
▪ ▪ ▪
ما جدوى أن تكون تأبّطَ شرّا،
وأن تركض في صحراء من الحريّة
ثمّ يكون الهدف من ذلك كلّه
منصباً في نظام القبيلة.
▪ ▪ ▪
ما جدوى أن تتوغّل بعيدا
داخل غابات اللغة
ثمّ تخرج بعد غياب
بحزمةٍ من حطبٍ
يملكها الجميع.
▪ ▪ ▪
ما جدوى أن تبني جدارا
يعزل بين الحقيقة والكذب
إن كان اسمنتُ الجدار
قد تمّ خلطُهُ أصلا
بماء الكذب
▪ ▪ ▪
ما جدوى أن تحمل مصباحا
موصولا بكهرباء الكتابة،
ثمّ يكون زرُّ الإشعال والإطفاء
بيدِ الحاجة إلى الشهرة
▪ ▪ ▪
ما جدوى أن تشقَّ طريقا
بجرّافةٍ من طموح
ثمّ قبل الوصول
تُكْمِلُهُ بقنطرة من الغشّ.
▪ ▪ ▪
ما جدوى
أن تدخل إلى الشعر بسليقة الذئب
ثمّ تقعي بعدها فوق القصائد
كما يقعي النّسرُ العجوز
فوق كومةٍ من عظام
▪ ▪ ▪
ما جدوى
أن تسرق النّار من قبضة الشّمس،
ثمّ بعد قليل من المجد
تكتفي
بالتفاخر بالرّماد.