قصيدة: قمر الدم الأزرق إلى/ وديع أزمانو
للشاعر الليبيّ: علي الربيعي
(إلى وديع أزمانو .. طبعا!)
للشاعر الليبيّ: علي الربيعي
ما تزال الأشياء تستمر في الفَناء
و يستمر العالم الجائر في الحدوث
وهو يوجّه لكمته لأنفكْ
ويمضي
بينما تسقط أنت!
في مساءات مقطوعة الذيل
تعجز أن تهش عن مؤخرتها الذباب
..
تسقط في النوم
في الحرب
في العِبارة الباردة
في شَعر فتاتك المنسدل بإهمال إلى الخلف
وبين أطراف أصابعها التي بفخر
ترفع كأس “البرونو” في وجهكْ
..
لابد من أن هذا قاس وأليم
على أيّ مخدع معتم
لا تخرج منه آهة واحدة
وعلى ماء النشوى حين يتحجر في القضيب
قاس على الزيت
حين يكف عن الاحتراق في المصابيح
قاس على الألم!
الألم الذي ينبت في المعانقات السعيدة/ كشجرة
في الكلام الأليف
وفي راحة الضمير
حينما تحاول أن تسند فتاتكَ إلى الحائط
لتُحمّلها بخمس عقود من الحكمة
لكنها تطرحكَ على السرير
وتحمّلكَ هي بألف عام من النحيب
في الألم حين ينبت في البنادق الهادئة
التي في رصانة الكاهن
بأمشاط رصاص نصف فارغة
تنزلق على الأجساد
مثلما على الرمال
تنزلق مراهقات قادمات من الريف
وهن يذرفن الدمع
ويستلقين أخيراً
بنهود نصف مكشوفة على الشاطئ
في الألم الذي ينبت في الكلمات بعد ذلك
في ضحكاتهن المعجونة بالدموع
وفي رائحة موسيقى بلوز تحترق
في مظاريف محمّلة بهُراء الحب
وهي تُفض على مقربة من البحر
لمئات المرات/ ببلاهة
الألم الذي ينبت في الكلام الجميل
الذي يُطلَق في جلال مأساوي
مثلما يطلق المعدن على الوجه
أو الأظافر على الزجاج
ما أود قوله
وما أعنيه:
“تكون الكلمة على طرف لسانك
لكنها لا تخرج
يكون الألم في صحون الحلوى
وأطباق الأجاص
لكنه لا يُرى
يكون في الزهر/ في ضحكة الصباح
في العَرَق
وفي القُبلة
يكون في كلمات العزاء السخيف
تجيء كالسكين في العين
لكنّ كل شيء يستمر في الحدوث
يكون في عذاب يعقب نظرة الحياد
وأنا أنظر إلى جراح حبيبتي
كمن ينظر إلى مفاتيح بيانو
يكون في الليل
عندما يسقط في كل شيء
كوردة تسقط
في القذارة”.