قصيدة: فزاعة

للشاعرة التونسية: سامية ساسي

فزاعة

لو أنّني عَجوزٌ أكثر،

لَغيَّرتُ مقاساتِ أطرافي.

لََحفظتُ وجهي المُسطَّح، من الصَّدإ.

فمي المفتوح، من اليرقات.

ورأسي الصّلب،

من غربان تضع بيْضها،

وتدعو عليّ بالخرابِ.

• • •

لو أنّني عجوزٌ أقلَّ،

لَعشقتُ مُزارعًا بأنيابَ ذهبيّة،

يُهديني أمشاطًا تُعيدُ الحقولَ إلى شَعري.

وكلّما داهمهُ الجرادُ وحيدًا في تربتهِ القاحلة،

يأتيني راكضًا،

يدسُّ رأسهُ في جذعي الصامتِ،

يضمّني،

يهزّني غاضبًا،

ويبكي ملْء أنيابِهِ

يديَّ المفتوحتيْن كصليبٍ للريح.

• • •

في مواسمِ الحصاد والجنازات الكبرى

يُقسم مُزارعونَ يَروْن اللهَ في

صلواتهم، أنهم شاهدوا فزّاعةً من قشٍّ

تضمّ يَديْها مغمَضتيْن إلى صدْرها،

وتَذروها الريح.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *