خمس شذرات للشاعر الفرنسي: ألان بوصكي

ترجمة الشاعر المغربيّ: خالد الشبيهي

خمس شذرات لألان بوصكي

فزعتُ عندما أيْقَضَتْني في جوف الليل وهي تصرخ:
-هل أنت متأكد من كونك أنتَ؟
أجبتها أخيراً في المرة الثامنة
أو التاسعة:
– ليس بالضرورة.
فخلدتْ للنوم من جديد وهي آمنة مطمئنة.

كان مَظْهَرُها يوحي بكونها مثقفة في كامل رونقها. فقبل أن تَنْضو بدقة كبيرة ملابسَ عشاقها، وما أكثرهم، كانت تُخْرِجُ من محفظتها إبرة، ثم حقنة وقارورة. فتُمسك السبَّابة وتوخزهم بحركة خفيفة. تأخذ قطرتين حمراوين، دون أن تسبب لهم أدنى ألم، ولتبديد حيرتهم تجيبهم:
إنه ظلم، فالنساء يفقدن دماءهن كل شهر بعكس الرجال. وهكذا، حبيبي، أعيد سَنَّ المساواة بين الجنسين بإراقة الدم.

قال أندري جيد لبول كلوديل وقد بلغا كلاهما الثمانين:
“مازلتَ على قيد الحياة منذ ثلاثين سنة، انْتَحِرْ،
فلربما كان في ذلك شفقة على قرائك”
أجاب بول كلوديل:
“لا أريد ان أُسَبِّبَ حزنا للبابا، فأنت تعرف جيداً أنه
حرام”

ماكان عليَّ أن أدعو رامبو للعشاء في بيتي. فقد تَبَرَّزَ كطفل، كما هي عادته، على قصائدي.

كان أشهرَ طبيب في البلدة، شُفِيَ على يديه رُعاةُ غنم، وُصوليّون وأُمَراءُ. لاشيء يضاهي شهرته سوى طيبوبته. كان ذا ثقافة عالية، بحيث قرأ نصف كتبي. و عندما سألته ببساطة:
“كيف سيكون موتى؟”، أجابني وهو يربت على كتفي:
“بالنسبة لك، سيكون تَمْرينا أُسْلُوبيّاً”.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *