قصيدة: مجازات حذاء

للشاعر المغربيّ: المصطفى المحبوب

أخرجٌ هذا الصباح
بنصف حذاء
أنتعل هواءً
يرقد أمام باب بيتي..
دائما كانت خطاي
تتجنبه وتحترم
فترات نومه
وطريقة تحرشه بالجميلات..
لا أستطيع طرد متطوع لحراستي..
تدربت كثيراً على ذلك
لكن خططي قُدّر لها في الأخير
مصاحبة حارس..
أصبحت مجبرا على خدمته
أقدم لها الوجبات في وقتها
أحضر له فناجين الشاي والقهوة
بالإضافة إلى سيجارة شقراء
على رأس كل خطوة…
الغريب بعد كل هذا
أني أُجْبِرت على الاعتذار له
نيابة عن نصف حذائي اللعين
الذي يحدث ضوضاء
كلما سمع شتيمة
أو بصق أحدهم أمام باب بيتي..

الحياة تغدو بسيطة
وأنا بنصف حذائي
لا أحد
سيتجرأ
على نعتي بالمجنون الحافي ..
لا أحد سيرغمني
على محبة قصائد
أجبرتني يوما ما على دفع غرامة..

لا أحد سيجنبني
السقوط وسط رحم قصيدة
بقلب يخفق بسرعة
كلما مرض مجازا أو
كلما أضاع عازف مقامه المفضل..
لا أحد سيفكر في انتعال
هذا الحذاء مكاني..
ولا أحد سيرغمني على
مخاصمة الهواء الذي
ينام أمام بابي..

سأتنازل
وأدعوه لسهرة
سأخبره بأن مقاسات
قبلاته لا تثير قصائدي.
سأخبره
بأن المجازات الطويلة
لا تعجبني
تشعرني بالتقزز
تؤخر متعتي للوصول إلى
أقصى منطقة بعد شفتيك..
تذكرني بقصر قامتي..
تذكرني برطوبة الحمام التركي
الذي كنت مجبرا للذهاب إليه
كل نهاية أسبوع رفقة والدي..
تذكرني بلعبة الورق صحبة لصوص..
تذكرني
بخسارتي
للنصف الثاني من قلبي
أما حذائي فسأهديه لشاعر ما
مازال يشعر بالندم
ربما يستفيد من خيباته
ربما ينعش خياله الكسول
أو يساعده على تحمل
الأعباء الجميلة…

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *