قطة ريلكة و بالتوس
رؤيا سعد
يقول ادجار الان بو :
أولائك الذين يحلمون بالنهار هم على علم بأشياء كثيرة لا تخطر على بال أولائك الذين يحلمون بالليل فقط.
لقد تسبب هروب اول قطة لي من أحضاني بازمة فراغ غير واضحة المعالم
– بالتوس
عام 1919 ، عاش الشاعر الألماني ريلكة بشكل دائم ورسمي مع صديقته الحبيبة السابقة الفنانة والرسامة البولندية المولد ( Baladine Klossowska بالادين كلوسوڤسكي ) وقد كانت كلوسوڤسكي قد انفصلت مؤخراً عن زوجها و تعيش لوحدها مع ولديها. كان ريلكة عاشقا محبا لها و اولادها ( بيير ، البالغ من العمر 14 عاما ) ، وهو كاتب طموح ، ( بالثازار ، 11 عاما) ، كان فنان مبدع يسبق عمره بالفكر والنضج والوعي . منحه ريلكه لقب بالثوس لأول مرة في حياته ، تقلد ريلكة دور المرشد و الأب للصبيين ، وسرعان ما أصبحت هذه الرباعية ( أسرة ) . اهدى ريلكة ك تعبير عن محبته الى بالتوس ( قطة ) من نوع الأنجورا التي اطلق عليها لقب ( ميتسو ) ..
لكن للاسف تلك القطة ميتسو هربت وغادرت بالثاسار الذي سرعان ما شعر بيأس غريب حيال هربها و كانت رده فعله على خسارتها ان يرسمها 40 لوحة وتخطيطا مذهلاً صورت الساعات التي تقاسمها مع تلك القطة. بدء” من ساعة لقاءه بها على مقعد الحديقة ولحد اخر لحظة له . وثق تلك الاوقات في لوحة وهو يبكي على رفيقته المفقودة
كان ريلكه مندهشًا للغاية من تلك الاعمال المبتكرة للصبي ( بالتوس ) حتى ان تلك الاعمال حفزته على تأليف ونشر كتاب بعنوان ميتسو ، حتى انه كتب ( ريلكة ) المقدمة بنفسه.كانت علاقة ريلكة بالصبي علاقة وثيقة ومحفزة للابداع و من غير المستغرب أنه في سنواته الأخيرة ان يذكر ( بالثوس ) ريلكه ويصفه بأنه “رجل رائع – رائع.” المواضيع التي أثارها ريلكة بشأن ميتسو رافقت الفنان طوال حياته المهنية كرساما بارز للقطط. لفترة حتى كان يوقع بالثوس اسمه ب “ملك القطط”.
بعد فترة وجيزة من الانتهاء من الكتاب ، عاد ريلكة الى عاداته الانعزالية فقد أغلق على نفسه في فصل الشتاء اصبح اكثر توحدا بذاته و في عام 1922 ، وخلال إقامته مع حبيبته وعائلته الرباعية تلك كان قد قام بكتابة سوناتات كاملة إلى أورفيوس. لكن لم يعد بإمكان بالادين كلوسوڤسكي
تحمل نوبات العزلة هذه. فخاطبته بقسوة “نحن بشر ” ، حتى هجرته ، وأخذت الأولاد للعيش بعيدا عنه واستقرت في برلين