مع الموتى أو فروغ فرخزاد فقط
للشاعر العراقيّ: صفاء سالم اسكندر
مع الموتى أو فروغ فرخزاد فقط
عن الحزن
والمدينة الكبيرة التي لا تعرف الإنتظار
أو فروغ فرخزاد فقط
وأنا أضع سترتي الحمراء فوق أكتافها
بعد موعد تأجل كثيرًا
لأن الريح لم توقظ غرائزها
مثلما فعل صوت فيروز
عامل المقهى يسأل، لمَ غاب لمعانكما
لكني ختمت الكلام
تبعتها إلى آخر وعد، وفضلت أن يهبط الفجر سريعًا
قبل أن يكبر حزن هذه الليلة
جعلتني أذوب
وعند مواساتها ليَّ
طاردتني كاليقظة
حتى أخجل من عذابي
كان على العامل أن يعرف
إني عابر يشيرُ إلى انطفائه
مثل وردة الموعد الأول
التي فشلت في البقاء حتى النهاية
أيّةُ رغبة لها
حتى أنام مثل طفل مريض
تبحث روحه عن الموت
ف لمَ أخذ قلبي إلى هذه المسافة من قبل
حتى أتكرر كالألم
ربما يسعدها أن تثبت لنفسها
إنها قادرة على عذابي أكثر
دون أن أموت،
الجلاد
يفرح بنصف الميت.
المقعد العالي الذي كان يحمي ضحكتنا من فضول المارّة الذين يحملون نفس الخيبة
يحمي غباره أكثر من وعدكِ ليّ بالبقاء إلى الأبد
تذكري أن كلامي القديم هو كلامي الجديد
أو لأقل أني لم أيتم يومي منكِ.
اللوحة المرفقة لذات الشاعر (*)