ديوان العشق الصُّوفي
عن دار خطوط في الأردن يصدر خلال أيام،ديوان العشق الصُّوفي، مختارات من نثر وشعر المتصوِّفة في موضوعة العشق، من القرن الثَّاني للهجرة إلى وقتنا الحاضر، من اختيار وتقديم الشاعر السوري أمارجي، وتتضمن المختارات نصوصا لأسماء كبيرة في التصوف مثل الحسن البصري وسفيان الثوري وابراهيم بن أدهم ورابعة العدوية وبشر الحافي وسعدون المجنون والجنيد البغدادي وعبد الله الانصاري وفريد الدين العطار وشهاب الدِّين عمر السُّهْرَوَرْديُّ
من مقدمة الكتاب :
النُّسغ المُهتاج هو العِشق. هو اللزوجةُ الحارقة التي حلَّت في النَّاي. والنَّايُ، في عُلْوِه وإطلاقِه، هو، تمثُّلاً، مكانُ نفخِ الوجود، فضاءُ الدَّفق الطَّلْعي، جوفُ الملاقاةِ الليليَّةِ بين “طس” العاشق و”طس” المعشوق. إلى هناك، حيث اللغة ليست بعدُ نظاماً متجانساً، تمضي اللغة الصُّوفيَّة، وتُقِيمُ جسدَها في ذلك السَّائل الدَّاخليِّ نفسِه، لتقدِّمَ لنا فكرتَها اللامألوفة عن اللغة. العشقُ واللغةُ الصُّوفيَّةُ، إذاً، حلَّا في النَّاي نفسِه؛ تجدَّلا وتلاحما معاً، حتَّى أصبحا المحرِّكَ الوجوديَّ نفسَه، وكلُّ ما يصدرُ عن ذلك النَّاي مِن حيٍّ ومتحرِّكٍ إنَّما هو، في آنٍ واحدٍ، صدى ذلك العشق ولهيبُ تلك اللغة.
من الكتاب :
المحبَّة هي حالةٌ تصطلِم ولا تنصرم، تأتي بغتة وتُغِبُّ غبَّة، تجلب الغيرة وتورث الحيرة.
*
المحبَّة موهبة غير معلَّلة بالتَّزكية.
*
المحبُّ يرى أنَّ الفعلَ من المحبوب مرادُه واختيارُه، فيفنى في لذَّة رؤية اختيار المحبوب عن اختيار نفسِه، كما قيل: وكلُّ ما يفعل المحبوب محبوب.
*