سهراب سبهري ..ريشة شاعر
رؤيا سعد
عن الباحث داريوش شايجان يشيد فيقول :
” بلا شك ان سهراب سبهري رسام وشاعر و أحد كبار الشعراء الإيرانيين المعاصرين. ولوحاته تقطر شعرًا، وقصائده ترسم حالات شعرية، و للتجربتين امتداد واحد تلك الاجواء الروحانية و علاقته الصوفية مع الطبيعة ومكاشفته الخصبة للإيقاع السري لكل خفقة حياة للبشر والأشياء(…) والصوفية التي يعتقدها والتي خاض تجربتها هي تلك المستمدة من أشعار جلال الدين الرومي وفي النظرة الرؤيوية لحافظ وفي السكر المنتشي لعمر الخيام ودراريوش هو من قام بترجمة قصائده إلى الفرنسية
كان سهراب سبهري من أبرز الطلاب المتفوقين في كلية الفنون الجميلة ، قبل ذيوع صيته كشاعر وان احد أسباب شعبيته كشاعر قد يكون هو انتشار قصائد سهراب بين الناس العاديين بسبب حماسة الناس لشعره الغنائي البسيط وهذا هو السبب في عدم ظهور فنه في المقدمة. لم يستمر في فن الرسم ، ولا سيما الأسلوب الذي اختاره سهراب ، في الانتشار بقدر شعره بين المجتمع والجمهور ، وصوره كرسام.
. بدأ سبهري عمله الجاد كرسام مع مجموعة من الاعمال الانطباعية المجردة المستمدة من عشقه للطبيعة. وفيما بعد يمكن النظر إلى لوحاته المائية الأولى والغواش على أنها تمثل لحظات من التجربة الشعرية في عالم الأشياء. الحركة الحرة للفرشاة ، انهيار الألوان واستخدام الرمزية في اللوحة ، وبالإضافة إلى رسم الطبيعة الصامتة و المناظر الطبيعية والهندسية الأشكال والأحجار والصخور والأشجار والزهور والفروع والشجيرات والأواني مكونات واللوحات وخضوعها الى الفضاء.
تأثرت أعماله بالإنجازات الجمالية للشرق والغرب. لكنه بطبيعة الحال كان ميالا و بشكل مختلف في أداء عمله ، فقد اختلفت أشكاله الهندسيّة الغامضة والرمادية عن كل الرسامين الواقعيين. رأى كثيرون ان هذه اللوحات قد تأثرت كثيرا بانتمائه للصحراء والروح الشعرية لسهراب. كان يعرض لوحاته منذ ظهور موهبته الاولى في طهران / إيران، في قاعة عباسي ، قاعة الثقافة والمعارض جلجامش، استوديو الأفلام / كلستان معرض نيالا، و سابا. سافر سهراب لمعارض تشكيلية عدة اقيمت في الهند وباكستان وفرنسا واليونان ومصر وانكلترا والولايات المتحدة وانتشرت وعرضت أعماله في العديد من المعارض.الشهيرة مثال “لا تزال الحياة”، “أيكة، تحتمل وجذوع الأشجار”، “العشب وجذوع الأشجار”، “تكوين بخطوط ملونة”، “تكوين مربع” و “المشهد كرمان” لاحظ. وقع لوحاته على خط الحنين .
تباع لوحاته بأسعار مرتفعة و له العديد من المشجعين بسبب فنه في الرسم وشعبيته في الشعر ، في أي معرض ومزاد يتم عرضه وبيعه. واحدة من لوحاته بيعت بسعر 140 مليون تومان في دبي.
كان والده يرسم منذ الطفولة. في البداية كان يحمل مخططات من المناظر الطبيعية التي تعبر عن انتماءه لأرضه الام وأصبح فيما بعد على معرفة بالفن الحديث. وقد تسبب لقاءه بالأستاذ الكبير ( منصور شيباني ) في منطقة التلال المحيطة بغمسار والذي نقلت تلك الزيارة سهراب إلى عالم جديد. حيث قال عن هذا التعارف: “في ذلك اليوم ، حدثني الشيباني أشياء. جميلة وعديدة عن مفهوم الفن. ذكر فيه فينوغوك. لقد كنت متوهجاً مبتهجا. كل ما سمعته منه كان ثريا وجديدا . في الليلة التي عدت فيها إلى البيت ، كنت شخصا آخر”.
عاش سهراب مع الفن في عوالم مختلفة. كان يحب الرسم الياباني ، جرب كل من التكعيبية والواقعية ، لكنه جنح بأسلوبه نحو نظرة جديدة في رسم الطبيعة. كانت رحلته إلى أوروبا علامة فارقة في حياته ومحطة مهمة لنيل منحة دراسية لكنه للاسف اضطر قطع المنحة الدراسية ، فهجر المباني العالية ليعمل لتغطية تكاليف المعيشة فعمل صباغاً ومنظفا لزجاج الشقق
في عام 1979 أُصِيب الشاعر والرسام الإيراني سهراب سبهري بمرض اللوكيميا مما اضطر للسفر الى بريطانيا من اجل العلاج ، وقد اشتد عليه المرض مما اضطره للعودة الى ارض الوطن تحديدا طهران ، لتوافيه المنية هناك في الاول من إبريل 1980
سعد