النهد و ارداف المؤخرة بين ثقافة الاستهلاك وذهنية التحريم
جمال أكاديري
النهد و ارداف المؤخرة بين ثقافة الاستهلاك وذهنية التحريم
بعد التعوذ من شياطين الإنس و الجن نتكأ على عصا ربات الفن و نقول :
1 ارداف ” مؤخرة” للفرجة والإعلان:
المؤخرة النسائية في عالم المشرق لها سيماتها و معاييرها الجمالية و هي مُؤشّر من بين كثير من المؤشّرات ، التي تُعين الدّارس في تشخيص و متابعة و ضبط إيقاع التّحول القيمي و الإغرائي الذي تعرفه ثقافة الجسد داخل الهندسة الاجتماعية التي تتخترق ، طولا و عرضا ، مدن الحواضر الضّاعدة حديثا …
أمّا ّ في عالم نجوم الإثارة و الفرجة ، النّابع من قلْب قيم أمريكا الحديثة ، يعتبر تناسق تقاسيم الوجه و أرداف المؤخرة ، من تجلّيات الثقافة الجسدية الإستهلاكية الربحية المنتشرة بكثرة ،والمختلطة برائحة المال و إيقونات التفوق الحداثي ، و لا يُستغنى عنها أبدا ، خاصة ، عند الحاجة لها في تطعيم توابل الإشهار و إذكاء مزيدا من جاذبيته و بريق إعلانته ، المتواصلة تِباعا دون توقف …و لا ثمة هناك مجال للأخلاقيات الحربائية و مزايادات بورصة القيم التقليدية الباهتة ، في المنافسة او حتى الإطاحة بمقومات هذه التقليعة الجهنمية الخبيرة في كمياء تثمين خريطة الجسد ، و السمو به حسيا و إيروتيكيا
زد على هذا ، أنه في الغرب ، من شروط التصوير الفني الناجح تجاريا ، أن يكون هناك تواطؤ أو تراضِ جانبي ، متبوع إجرائيا ، بإبرام فوري لعقد تأمين ، يصون حقوق أرداف أي “مؤخرة” محكوم عليها بالظهور في فاصل خاص ، أو عند أوقات الذروة او خلال العرض المضني و المتواصل ، في الأماكن غير المحمية جيدا و الكثيرة المخاطر..
2 – “” براءة نهد “”
النهد قبل أن يسقط سجين آليتي الحجب / التعري ، و قبل أن يتم استغلاله بشكل ايديولوجي سافر و سخيف من طرف “النسويات ” المتحررات جدا، اللواتي يتعرين احتجاجا ، بإشهار تلك الحلمة البريئة كفوهة مسدس ، بكل ثقل بارودها الساقط إلى أعلى ..
و قبل ايضا ، أن يتربص بهذا النهد المؤمنون المتدينون الغلاة ، المتخلقون زيادة على اللزوم المنددون بالعري و التبرج ، في خرجاتهم العسكرية ” الدون كيشوتية ” ، و هم
يجرون من خلفهم جحافل المبرقعات الحافظات لفروجهن و الخافضات لأبصارهن …
يبقى النهد جزء من الكل ؛ عضو كامل الجنسية و بالغ اليناعة في جغرافية الجسد ، و هذا مند ليل الأزمنة الساحقة بالاف السنين ، حيث الوجه لم ينخلع ، و يستقل بعد تماما عن خريطة الجسد ، وعن كل أطرافه الباقية الغضة ، فتصير له هوية مقتطعة ، منفصلة ، يعرف بها ، أ و يشار للفرد بها ، كما سيترسخه تقنيات التعرف و الضبط تدريجيا على صفائح تكنولوجيا التحقق الهوياتي ، و ما ستبثه أعراف شرطة المراقبة المتواصلة داخل فضاءات الحضارات المعاصرة فيما بعد .
كان هذا ” النهد ” إذن –و يا للحنين الذي أشعر به الآن – عضوا حيويا و ظيفيا شاردا ، لم يتلبس كل هذه القيم ، البلهاء السخيفة ، و لم يسقط بعد تحت جبروت كماشة الإستخدامات الدينية المحتشمة
أو كما يحدث راهنا ، أن يبرز أمام أزيز كاميرات الفرجة الإعلامية ، قبيحا مصلوبا ، femenمتدليا فوق جدوع صبايا الجمعيات الحقوقية الهستريات …
كان في ما مضى ، نهدا طبيعيا يتنفس بتوئدة في البرية الواسعة ، و ينمو طليقا ، و ينبض بدفق الحياة ، و لا يتوق إلا لها ..
آمين amen /