لوحات الى امي نيكوليتا سيكولوفيتش

أفكر مرة أخرى في قصة « الأب سيرج» لتولستوي (رأيت القصة مؤخرا فيلما وكان رديئا)
في الفصل الأخير: نجد أن البطل وصل إلى الطمأنينة أخيرا ( أي إلى المعنى أو الإعفاء من المعنى) عندما التقى بمارفا من جديد، مارفا الطفلة الصغيرة في طفولته وقد أصبحت جدة تهتم بكل بساطة وحب وصمت بأهلها دون أن تتوخى من وراء ذلك مكسبا ظاهرا كالقداسة أو تنتظر اعترافا ما من كنيسة مثلا، أفكر في هذه المرأة وأقول في نفسي إنها أمي
فأنا لا أجد أبدا عند أمي أي ميتا- لغة (أي خطابات مرافقة للغتها) أو أية رغبة في تقمص دور ما أو توخي إعطاء صورة جميلة عنها وهذه هي القداسة الحقيقية
ويا للمفارقة العجيبة فأنا المثقف جدا، أو على الأقل هكذا يتهمني الجميع أو يصفونني، أنا المنسوج جدا وبشكل دائم بالميتا-لغة الذي أدافع عنه كثيرا، تأتي أمي بكل جلالها لتقول لي كل ما هو ليس بلغة ( أو خطاب)

يوميات الحداد رولان بارت
25 أكتوبر 1978

هكذا عبرت الفنانة المقيمة في مدريد نيكوليتا سيكولوفيتش عن لغتها الخاصة بالأمومة عبر جدارياتها المرسومة للام ولاشي غير الام والتي جمعت فيها بتشكيل جذاب بين الرسم و الديكور . تم عرض اعمال سيكولوفيتش في جالاري لندن من قبل منظمة المعرض ( ريبيكا هوساك ) ، التي جلبت عدد غير قليل من الكراسي لتنسيق لوحاتها معها وتعشيقها مع الجداريات العارية غالبا وفِي حقيقة الامر لقد اعتدنا على رؤية الكراسي الفارغة في تصاميم معمارية او ديكورات ربما ، لكن ريبيكا كانت تقدم لنا الفرصة لتبني طريقة جديدة لرؤيتها بشكل مغاير ” ، تتألف مجموعتها من 11 لوحة لنساء معاصرات مرسومة اغلبها( الأكريليك والجرافيت ) ، تمثل الخطوط البسيطة والجريئة للكراسي والتي تظهر في اللوحات كامتدادًا لشخصية الحاضنة ( الام ) او كجسر للتعبير عن مشاعرها ومكانًا يمكن أن تبقى فيه حاضرة – وهو مفهوم أساسي ومركزي لمشروعها . سيكولوفيتش هي أم لابنتين صغيرتين وقد دفعتها تجربتها إلى استكشاف فكرة لتخليد “الأم كمتحف” في عملها. وتقول: ” لقد كانت نسائي مصدر إلهامي الذي قد لا يلاحظونه في كثير من الأحيان”. “إنه أمر فريد وممكن منحهم لحظة ليقفوا ساكنين الى الابد ك..ملهم أبدي على القماش.” تخلق سيكولوفيتش تعاطفا حميمي في العمل من تجاور الأشكال العارية والمنسجمة مع التصاميم الأنيقة للكراسي والأثاث

سعد