ليزماري..قصائد

ترجمة:علي بن نخي

ترجمة:علي بن نخي

يعتبر الشاعر ليز ماري  واحداً من رواد جيله في استراليا. ولد ليز في عام ١٩٣٨، ونشأ في عائلة فقيرة في مزرعة أجداده في بونيا، الكائنة في مقاطعة نيو ساوث ويلز، والتي عاد إليها لاحقًا مع أسرته في عام ١٩٨٥ وعاش فيها حتى نهاية عمره الذي ناهز الثمانين عاماً في ٢٠١٩.
نال ليز العديد من الأوسمة والجوائز عن شعره، منها جائزة جريس ليفين للشعر، و جائزة ت.س. إليوت للشعر عن (قصائد دون البشر المتخلف – ١٩٩٦)، وجائزة مؤسسة الشعر في المملكة المتحدة عن (الإنسان المتعلم – ٢٠٠٠)، وغيرها.
قام ليز كذلك بتأليف كتاب بعنوان (قتل الكلب الأسود: مذكرات الاكتئاب – ٢٠١١). وقد لقّبه الصندوق الوطني الأسترالي بـ (أحد الكنوز الأسترالية المئة الحية).
تتناول قصائد ليز تاريخ أستراليا، والمناظر الطبيعية فيها، والريف، والمستوطنين البيض، وحياة السكان الأصليين، والعائلة.
في مقابلة BBC عام ١٩٩٨ سئل ليز عن كيفية بنائه لقصائده، فأجاب “إنه تكامل في ضوء النهار بين العقل الجسدي، والعقل الحالم، والعقل الواعي”. وفي العديد من المقابلات الأخرى يتحدث ليز عن إصابته بالتوحد وأثرها في شعره؛ حيث يُعرّف ليز التوحد بأنه “الجزء من عقلي .. الذي يأتي منه شعري”، وله قصيدة صوّر فيها حالة ابنه الذي تم تشخيصه بالتوحد أيضًا في عمر الثالثة.
لقد تُرجمت أعمال ليز ماري إلى ١٠ لغات، وتعتبر الترجمة التي بين أيديكم أول ترجمة عربية، آملاً أن تكون باكورة ترجمات أخرى لاحقة.

الزائر
———

يقرع الباب
منصتا لقلبه يقترب.

معنى الوجود
——————

كل الاشياء تدرك
معنى الوجود
باستثناء اللغة.

لا تعرف شيئًا آخر
الأشجار
الكواكب
الأنهار
الزمن.

لحظة بلحظة
تعبر عنه
مثل الكون.

حتى الجسد الأحمق هذا
يحيا الوجود في داخله
جزئياً وبكرامة كاملة
لولا غطرسة الحرية
لعقلي الناطق.

ادراك العري
———————-

نادرًا ما يتعرى
من كان عارياً معك.

ابداً لا يكون العاري
مع واحد فقط.

ينظر العري
إلى الجميع
أو لا أحد.

وردة زرقاء ام باذنجان
تعميم هو العاري.

هناك من أعطى وجهه واسمه
ليكون وجهًا
لشيء لا يلمس
إلا بيد العقل.

العري
ثوبٌ
العراء.

غزال التلال الرطبة
—————————

انه دائماً اليوم الأول
كما هو الحال
في اي مكان
خارج العالم.

الرائحة
محل اللون
عند المعشوقين
لأصالة حمرتهم: من الداخل.

يضيء السرير
في المرعى,
تقيم
حوافر الحب
في المنحدر.

التاريخ
عدم الغفران.

مقتضبًا
مثل خطابهم
تنتشر باتساع
مزق الطعام.

تُضبط خلسة
وحواسها
في كل اتجاه
تمضغ اللامبالاة
مثلما يرف
جناح الأسى.

خيط النهار،
رماد النجم.

سماء سوداء.
تتشكل
ضروع شاحبة
هناك.

مثل تبادل الجمل الصامتة
منهمكين في لعق
غفواتهم
بضخامة
وضخامة معكوسة!

ينسى كونه ذكرا
فور انتهاء الموسم.

تساقط في الريح
——————-

بدى انه اغصان واوراق
ذلك الكنغر النائم
في الطريق.

‏‎دغل الزعرور
—————-

‏‎أنا أُعاش. أنا أماتُ.

‏‎ثلاث مرات كُنت
‏‎ذا ورقتين!
‏‎وسُلِخت

‏‎ولكن بعد ذلك أورقت
‏‎وتضاعفت،
‏‎تشوكت
‏‎وتقصبت
‏‎تعششت
‏‎وكبرت

‏‎ملح الأرض بسكر الشمس.

‏‎داخلياً، غنتني عصافير الدج
‏‎التي لا تخشى
‏‎من أية عين في كل شيء ذي جلد.

‏‎مليء بالعصافير
‏‎وجري النمل
‏‎مزهرٌ

‏‎أُعطيتُ السنين
‏‎بعددٍ
‏‎أقل من حبات التوت
‏‎وأكثر من الروث
‏‎اللذيذ
‏‎المقذوف في كل اتجاه

‏‎بانبوب الماء الملتوي
‏‎والغازات
‏‎والتروس
‏‎تم تشذيبي -كالأنعام
‏‎إلى تاج مهيمن
‏‎فوق المروج-
التي تصنعها
‏‎غريزة الأمعاء الجائعة
‏‎في كل مكان

‏‎أشواكي عالقة
‏‎بتعفن
‏‎الفئران
‏‎والسحالي –
‏‎التي سطّرها
‏‎الطائر الجزار

‏‎بضع سنتيمترات
‏‎في الداخل،
‏‎الفراخ الباكية
‏‎تُطعم.

‏‎أنا اُعاش
‏‎وأُمات

نسيجُ كَرْمٍ
‏‎متضاعف.

المذنب
————

صعودًا في ملبورن
وفي يوم جميل
امرأة تمشي
وهي تسابق شعرها –

مثل خشب الساج المدهون
ناعم حتى الكسر
والتمايل

تدلى حتى كعبيها
مساندًا إياها
مثل حاشية مقلمة

عنوانٌ
للأرض المحروثة
غير قابل للطي
ومحاطٌ بفستان
من الحدود الناضجة

جناحٌ مغمد
لم يتمكن من الطيران بها
أبدًا
إلا بنفسه
وفي حرية تامة
إلى جانب قواها

سخاءٌ من الحياة والنفس
لامس الكل سكينةً
وتجلي

وعلى ثغرها
لم تُرَ
سعي شعرها التجريدي
ليس حين يمطر،
بل انما يخيمُ

فقط ذاك التفصيل
-الذي سبح
في خطوط تدفقه- متلألئًا
عندما مرقت
كمُذنَّب

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *