قسطنطين كفافي : قصائد. .

قسطنطين كفافي : قصائد
ترجمة خالد الشبيهي
على قدر الإمكان
إذا لم تستطع أن تعيش حياتَك كما أردتَ، حاول على الأقل، وعلى قدر الإمكان،
ألا تَحُطَّ منها بكثرة العلاقات مع الناس.
فلا تُبَدِّدها ذات اليمين وذات الشمال وأنت تجعلها عرضة للبلادة اليومية للعلاقات الإنسانية والحشود حتى لا تصبح عبئا غريبا يثقل كاهلك.
النوافذ
في هذه الغرف المظلمة حيث أقضي أياما مُضْجِرة
أبحث هنا وهناك عن النوافذ. – من شأن واحدة إذا انفتحت، واحدة فقط
أن تكون عزاء لي –
لكن لا وجود للنوافذ في أي مكان
أو أنني لا أجدها.
ربما هكذا أفضل ،
فالنور يمكن أن يكون عذابا جديدا.
من يدري
أي فظاعة جديدة يمكن أن يجلبها معه.
 أسوار
دون اعتبار ، بلا شفقة، و دون تردد ،
أحاطوني بأسوار عالية ،
وانا هنا الآن ضحية لليأس
فهذا المآل هو كل ما يشغل فكري ويقض مضجعي ؛
أنا الذي كان ينتظرني عمل كثير في الخارج.
آه ! لماذا لم أنتبه بينما كانوا يشيدون الأسوار.
لكنني لم أسمع ضجيج البنائين ولا أصواتهم.
في غفلة مني، تم حبسي خارج العالم.
،
المدينة
قلتَ: “سأذهبُ إلى بلادٍ أخرى ،
إلى شواطئَ أخرى.
سأجد في النهاية مدينة ،
أفضلَ من هذه ،
هنا كل محاولاتي مآلُهَا الفَشَل ،
وَ قَلْبِي مدفون كَمَيِّت.
إلى متى ستصمد روحي في هذه المحنة ؟
فأينما ذهبتُ ،
وأينما نظرتُ ،
أرى أنْقَاض حياتي ،
هذه الحياة التي أهدرتُها وبدَّدْتُها لسنوات عديدة. “
لَنْ تجدْ بلادا جديدةً ، ولنْ تَكْتَشِفَ شواطئ جديدة.
ستُلاحقكَ المدينة.
تهيم في الشوارع نفسها ،
تكبر في الأحياء نفسها ،
و يشتعل رأسك شيبا في البيوت نفسها
أينما ذهبتَ ، ستحلُّ في المدينة نفسها.
لا قارب أو سبيل يمكن أن يقودكَ إلى مكان آخر.
لا تَأْمَلْ أَيَّ شيء.
لقد أهْدَرتَ حياتك في جميع أنحاء العالم ،
تمامًا كما أهْدرتَها في هذه الزاوية الصغيرة من الأرض . “
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *