انطلاق فعاليات الدورة الثالثة من معرض العراق للكتاب
بعد خلافاتٍ بين “اتحاد الناشرين العراقيّين” ومجموعة من دور النشر والمؤسَّسات الثقافية، أُعلن في عام 2020 عن إطلاق معرض سنويّ جديد للكتاب باسم “معرض العراق الدولي للكتاب” بتنظيم من “مؤسَّسة المدى للثقافة والفنون والإعلام”، وهو غيرُ “معرض بغداد الدولي للكتاب” الذي يُقام في العاصمة العراقية منذ ثلاثة وعشرين سنة بتنظيم من “اتحاد الناشرين”.
بدعم حكوميّ للمؤسَّسة المنظِّمة، انطلقت الدورة الأولى من المعرض الجديد في التاسع من كانون الأوّل/ ديسمبر 2020. وقد حملت التظاهُرة، في دورتها تلك، اسمَ الشاعر العراقي مظفّر النوّاب (1934 – 2022)، ثمّ اسم الروائي العراقي غائب طعمة فرمان (1927 – 1990)، في دورتها الثانية التي أُقيمت العام الماضي. شهدت الدورتان مشاركة عراقية وعربية واسعة. وفي مقابل ذلك، قاطعتهما بعضُ الدُّور العراقية بسبب الخلافات السابقة واختلاف توجُّهاتها عن توجهات المنظّمين.
تنطلق، اليوم الأربعاء، في “أرض المعارض الدوليّة”، وسط بغداد، فعاليات الدورة الثالثة من المعرض، وتستمرّ حتى السابع عشر من كانون الأوّل/ ديسمبر
الجاري، بالتعاون مع “جمعية الناشرين والمكتبيّين” في العراق.
تُشارك في التظاهرة قرابة 440 دار نشر عراقية وعربية، من عشرين بلداً، إلى جانب مؤسَّسات ثقافيّة وفنيّة، من بينها: “المجمع العلمي العراقي”، و”اتحاد الأدباء والكتّاب”، و”دار الشؤون الثقافيّة”. وتُقام على هامشها قرابة ثمانين جلسةً حواريّة ونقديّة، يشارك فيها كتّابٌ وأكاديميّون وباحثون في الأدب والفلسفة وعلم الاجتماع ومجالات أُخرى، إضافة إلى أمسيات شعريّة وموسيقية.
ومن الكتّاب المشاركين: محسن الرملي من العراق، وفراس السوّاح من سورية، ومحمّد النعّاس من ليبيا، وبثينة العيسى من الكويت، وبشرى خلفان من البحرين، وهانا دوبغن من ألمانيا، وبيدرو إنريكيث من إسيانيا، واتسومو إوكادا من اليابان، وكزافير لوفن من بلجيكا.
وتحمل الدورة اسم المفكّر العراقي هادي العلوي (1932 – 1998). وفي هذا السياق، يُخصَّص عددٌ من الجلسات لمناقشة سيرته وفكره ومنجزه الثقافي، كما يجري نصب منحوتةٍ له داخل المعرض الذي سبقت انطلاقَه حملةٌ ترويجية بدأت قبل أسابيع؛ حيث عُلّقت في عددٍ من شوارع بغداد صُوَر للعلوي بالأبيض والأسود لـ”للتعريف به ولفت الانتباه إلى الدور الكبير الذي قام به خلال مسيرته الفكرية”، وفق المنظّمين.
تميّزت الحملة بطابع كلاسيكي؛ حيث جاءت ملصقاتها المنجَزة بالأبيض والأسود مُحاكيةً لتصاميم القرن الماضي، في إحالة إلى فترة ذهبية بنتاجها المعرفي وشخصيّاتها المؤثّرة، واستعادت معالم تراثية من بغداد وعناصر من تاريخها الثقافي؛ مثل: كتاب “دوحة الوزراء في تأريخ وقائع بغداد الزوراء” لمؤلّفه رسول حاوي الكركوكلي، والذي يُعدُّ أقدم مطبوع عُثر عليه في العراق؛ حيث طُبع باللغة التركية في زمن الوالي داود باشا في مدينة الكاظمية سنة 1821، وأوّل مطبعة حجرية أُسّست في بغداد عام 1816، وكانت تطبع “جورنال العراق”؛ أول صحيفة عراقية.
استعادت الملصقات أيضاً “ابن الشرق”؛ وهو أوّل فيلم عراقي أُنتج سنة 1945، ويروي قصّة شاب عراقي يسافر إلى القاهرة لاستكمال دراسته في الطبّ، إضافةً إلى كتاتيب بغداد في القرن الماضي، ومكتباتها القديمة؛ مثل “مكتبة النهضة” التي أسّسها عبد الرحمن صاحب حياوي في “شارع المتنبّي” عام 1957، و”مكتبة المثنّى” التي أسّسها قاسم محمّد الرجب في “سوق السراي” عام 1935.