آية الأعمى

للشاعر الفلسطيني: إبراهيم جابر إبراهيم

آية الأعمى 

وكُنَّا نكبرُ كيفما اتفق. كما فعلت النباتات على أطراف “التخاشيب” !
جارنا الأعمى يُشفي من كل ضرر. في جلبابه عُشبةٌ ينزُّ منها حليبٌ لزجٌ وأسطوري. أو تميمةٌ تُبطل كل دسيسة. وتُبطل الحبَّ بين كل اثنين !

الآيات الكريمة في مِخلاةٍ من القماش ندهنُ بها جرح المجروح أو نقرأها على رأس النائم الذي نام طويلاً .

صورة “الإمام علي” ( مُعلَّقة فوق صورة أبي وأمّي في صمدة العرس ) تردُّ كيد الجارات، وتردُّ الشمسَ الحامية عن البيت. البيت الذي تركه “الإمام علي” عاتباً. وخرج في الليل.
بسبب صوت الأغاني العالية. قالت أمّي.

مثل سربٍ من الدود. يتلوّى في سبخة الماء.
كبرنا.
لم يكن في بيتنا نساء هائلات الجمال. أنقذتنا يد “الأعمى” والآيات الكريمة.

لكنّنا هكذا، وكيفما اتّفق، لبسنا ملابسنا، وخرجنا.
بسبب صوت الطائرات.

الطائرات التي لم نسمعها بسبب صوت الأغاني العالية. قالت أمّي.

▪العنوان من اقتراحنا

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *