شذرات | پرْويزْ شاپورْ: أتجنّب الْبكاء في الْأيّام الْماطرة [كاريكاتيرات بالكلمات]

ترجمة: محمد الأمين الكرخي | هولندا

أتجنّب الْبكاء في الْأيّام الْماطرة

[كاريكاتيرات بالكلمات]

مثلما ارتبط الشعر الغزلي في اللغة الفارسية بحافظ الشيرازي، يرتبط الكاريكلماتور [الكاريكاتير بالكلمات] باسم پرْويزْ شاپورْ (1924-2000)، كمؤسّس لهذا الشكل الإبداعي الذي حظي بإشادة من كبار شعراء اللغة الفارسية وفي مقدمتهم أحمد شاملو.

لم يخطّط پرْويزْ، منذ بدايات النشر في الصحف والمجلات، للعثور على مكان شاغر في قمة، كان يدرك أن له أسلافا عمالقة بمنجزات عظيمة في القول الشعري، ولكنه كان شديد الثقة أيضا بعلاقته بالأشياء في منتهى بساطتها، بساطة تضاهي الفخامة في التعبير وتُجَاوِرُها، والأهم من كل هذا وذاك كان باحثا عن بصمته الشخصية، حريصا على رعايتها ومدها بكل مقومات الحياة. وقد استطاع في نهاية المطاف أن يترك أثرا في الأدب الفارسي، بمساحة متراوحة بين النثر والشِعر. عن هذا المنجز يكتب صديق دربه الشاعر الإيراني عمران صلاحي:

”استطاع پرْويزْ أن يبلغ القمة الخاصة به لوحده وأن يسخر، من هناك، في وجه كل العالَم“.

ولد پرویز شاپور في العام 1924  في قم. أكمل تعليمه حتى الحصول على الدبلوم في مدارس طهران، ثم تم قبوله في مجال الاقتصاد وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة طهران. تزوج فروغ فرخزاد عام 1950، ابنهما الشاعر والعازف كاميار ثمرةُ زواج لم يستمر أكثر من خمس سنوات. تقول بوران فرخزاد، الكاتبة والشاعرة شقيقة فروغ، عن شاپورْ: ”أَحَبَّ پرویزُ فروغَ.. في الواقع، بدَأَتْ فروغ كتابةَ الشعرِ مع پرویز.“

عمل شاپورْ لفترة كاتبًا لمقالات في صحف الأهواز المحلية، ثم نشر أولى أعماله في 1954: ”أفاي ملات“ ثم ”فرياد خوزستان“. جاء إلى طهران من الأهواز وكتب في مجلة ”توفيق“، وأصبح عضوا في هيئة تحريرها. وفي نفس المجلة كتب مقالات ساخرة مثل ”ملاحظات ابنة حواء“.

لم يرسم شاپورْ خطًا واضحًا بين الفكاهة والنبرة الجادة. يكتب عن هذه الميزة: ”بشكل عام، عندما أتحدث، لا يكون من الواضح ما الخطير في الأمر ولا أين تكمن الفكاهة. يحدث أن أتحدث بجدية مع والدتي (مريم زرابي)، أن تهز رأسها وتدمع عيناها وتقول بحزن: — إنني ربيت طفلا لمدة ستة عقود، ولم أسمع منه كلمة مفهومة ولو لمرة واحدة..“

ومصطلح كاريكلماتور مزيجٌ من كلمتين، كاريكاتير وكلمة، ويشير إلى نص أدبي مكتوب بأناقة ورؤية شاعرية وروح الدعابة. يجب اعتبار شاپورْ مبتكر ومؤسس الكاريكلماتور، كنوع جديد من الأدب الذي قد يكون أحيانًا ساخرًا، وأحيانًا رومانسيًا، وأحيانًا ذا مضامين فلسفية عميقة، من هنا تشير شهادة الشاعر الكبير منوتشهر آتشي إلى دلالته فائقة الأهمية: ”نصوص پرْويزْ شاپورْ من جهة، وقصائد أحمد رضا أحمدي من منظور آخر، قدما أعمق النصوص الحداثية في الأدب الفارسي المعاصر.“

*** *** ***

  1. من الشّمْس، يصْنع الْمتشائم تمْثالا لرجل الثّلْج.
  2. نالتْ مذاق الْحبْس، دودة الْقزّ.
  3. أقف، كيْ لا أنْقرض، أمام الْمرْآة.
  4. الْقناديل طيور سجينة في قفص اللّيْل.
  5. يسْتحقّ أغْلب النّاس أكْل الْموْز بقشْره.
  6. أهْديْته، لأنْتقم منْه، دماغي.
  7. الذّباب، كالرّبابنة، ليْس مسْتعدّا للتّخلّي عنْ جسد الْإنْسان، حتّى بعْد مماته.
  8. الّذين يْشْنقون أنْفسهمْ بالْحبال، هلْ فكّروا أيْن سينْشرون الْغسيل بعْد موْتهمْ؟
  9. لتمْييز دموعي عنْ قطرات الْمطر، أتجنّب الْبكاء في الْأيّام الْماطرة.
  10. الرّصاصة الْعمْياء، بمعونة عصا، خرجتْ منْ فوّهة الْبنْدقيّة.
  11. بالنّجوم، يمارس اللّيْل لعْبة الْبلْيارْدو.
  12. قوْس قزح باهت، سأطْلي مداراته.
  13. تشْعل الشّمْس سيجارتها بنفْسها.
  14. تدخّن الشّجرة السّيڴار الْكوبيّ فقطْ.
  15. النّجْمة خليّة اللّيْل، وأنا خليّة الْمقْبرة.
  16. في قلْبي واريْت الرّبيع الثّرى.
  17. الْقفص، مقْصلة تقْطع رأْس الْحرّيّة، عوضا عنْ رأْس الطّائر.
  18. عفنة هي الْمفْردات الّتي وصلتْنا منْ ما قبْل التّاريخ.
  19. الْقمر موظّف ليْليّ.
  20. لماذا للْإنْسان عيْنان، في حين أنّه يرى كلّ شيْء بصيغة الْمفْرد؟

*پورتريه لشاپورْ بريشته، 17.03.1967

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *