قصيدة: نملة آدم

للشاعر العراقي: مهدي النفري (هولندا)

نملة آدم

إلى أخي وأستاذي الحاضر دائمًا: محمد عيد إبراهيم

-1-

خطوة واحدة

اثنان

ثلاث

ثم تقفز

عائدًا إلى الحياة

أحب الذئاب

شغوف أنا

بمطاردة الموتى

أجمع كل صورهم

واحدًا تلو الآخر

حياتهم

ذكرياتهم

ثمّ أدفعها

إلى قلبي

كي أعود إلى الحياة

أعرف

هذا الجسد جيدًا

كتبت عنه للمرّة الألف

وأكثر

اليوم أراه وحيدًا في حديقتي

يمسك بالعاصفة ويضحك

يضحك بصوتٍ عالٍ

من فرط النسيان

لا يخيفني الموت

ولا تقلقني تجربته

ما يدفعني الابتعاد عنه

ظلي المتشبث بالحياة

أرسم كثيرًا

عصافير بلا ريش

لا تسألني لماذا

أحب أن أكون

طفلاً بين أحضان أمي

 

-2-

كيف تصبح طائرًا

تفتح عينيك بينما تشوي روحك على مقلاة من النسيان

تطعم فمك بأسنان ذئب

يعوي من فرط الضحك

أولئك الموتى يتدافعون على صور الحائط

اِسْمًا تلو الآخر

وجهًا يزيح الآخر

بينما أرى القط يحاول سرقة لقمة كي يحيا

لا فرق إذن، أنا وأنت شعراء بالأثر

نسقط كل مرة في تلك اللعبة

نختفي وسط أكوام من الذباب

ثمّ

نعود بريش طائر يتحدى العاصفة

-3-

عن صباحاتِ الآحادِ أو كِسرةَ خُبزٍ يابِسٍ

حجرٌ

فوقَ حجرٍ

بينهِمَا حجرٌ

نوافِذُ من حجرٍ

أحلامٌ من حجرٍ

ألوانٌ من حجرٍ

لِندع كُلَّ شيءٍ جانِبًا، الوردُ، الماءُ، عيناكٓ وهُمَا يبتكِرانِ الجريَ،

لِيكُن الكلامُ أكثرُ من كلامٍ

لِنقُلْ مثلاً: أنت نِصفُ أُمنيّةٍ

كِذبةُ ذِكرى

مُوسِيقى النِّداءِ، لا تذهبُ بعِيدًا، أنتَ تُخاطِبُنِي، أنا عُصفُورُ النّهرِ، قصبُ اللهِ

في الجنّةِ، صرخةُ أُمٍّ في لحظةِ فهمٍ لِلمُفاجأةِ

كُنتُ أودُّ أن أقولَ

لِنهبُطَ إلى قلبِ النّخلةِ

نُبلِلُ ظِلالَنَا بِنَا

أراك غدًا، ماذا تعنِي؟ جُثّةٌ أم جُثثٌ؟

يخرُجُ الغُرابُ كما هُوَ في القُدّاسِ الأخِيرِ، الرّيشُ حيثُ خصّبَتْهُ ذاكِرةُ الفأسِ تحتَ رأسِ هابِيلَ،

أقولُ لك أنت في القلبِ،

ماذا؟

إسحٓب جسدَكَ الآنَ، الوداعُ ليس الرّحِيلَ بل هُوَ الحُضُورُ،

إذن انت بياضُ الهواءِ و هُوَ يُعانِقُ غُصنَ شجرةٍ بزغَ  لِلتّوِّ.

-4-

غرائب الأسئلة

لست نبيًا ولا أبحث عن عرش بلقيس

أنارجل

مات منذ النطفة

كل أحلامي ريش عصفور

يدخل بيتي وقلبي

الطائر الذي رأيته

في المنام

وقف هذا الصباح

على كتفي

همس في أذني

لا تحلم كثيرًا

ثمة من ينام جائعًا

للحياة.

الغياب

فكرة عظيمة

عندما تفتح نافذتك

إليك

فتجدك تنتظرك

في باب بيتك

لا غرابة

من موتنا

ما هو أكثر غرابة

أنك ترى روحك ترفرف

فوق شجرة

أو

في ريش عصفور

قلت مرارًا

حب البحر

والصمت

والرسم

وكل الموتى

لا صديق عندي

جل من أعرفهم

يرفرفون الآن عاليًا

في السماء

النافذة التي

رسمتها صباحًا

وجدتها

في المساء

تشارك عشقها

مع فراشة ميتة

أحتاج إلى دمع

وحنين أكثر

كي أكف عن الكتابة

عن الفقد

-5-

ابتذال

في ساعة متأخرة من الليل ينهض النهار من عجرفته ويبدأ بالنحيب

أعرف لغة يضطر صاحبها إلى إعادتها ألف مرة ثم يدفع بها إلى قلبه

السرير الذي يختبئ المخلوق فيه من أحلامه تجده كل مرة يغفر لخطيئته عندما ينام

أغنية أرددها كثيرًا لا أعرف معناها ولم أستطع أن أخرجها من حنجرتي

أضحك كثيرًا من الريح

الريش أيضًا بقرة عندما يحلق الطائر في رأس الرسام

لا أميل إلى درب يتكئ على عصا ضرير،

أحب الموتى لأنهم يفترشون الأرض دون ضجيج

إعدام الأسئلة يمنحنا أجوبة دون عينين

ليس هناك سوى خديعة واحدة فوق هذا الكوكب أنها لعبة الغميضة ولاغير

الأفكار خزانة العاصفة

لا قيمة لأي كلمة طالما هي تترنح خارج دائرة الأسئلة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *