قصيدة: “قطّة بيرغمان”
للشاعر السوداني: محمد مركح
قطّة بيرغمان
قطة بأزياء رياضية ضيقة
وأرداف متماسكة
بوشم مبهم أسفل الظهر
تعرف من رائحة عرقي
الممتزجة بملوحة البحر
أني وحيد
القطة
والبحر
وأنا
نركض و نظراتنا مفعمة بالارتياب
القطة تخشي البحر
وهي تركض بمؤخرتها الناتئة
البحر يتوجس من تاريخي الغامض
في العطش
وأنا أخاف من العلاقات التي تقترحها
لحظات مربكة
الصمت رطب
وأحساسنا المشترك بالخرس يحرضنا للحديث
بدأت القطة الحديث عن نفسها
فهي كما تقول عاشقة ﻹنغمار بيرغمان
وحينما اصبحت امرأة
حلمت به
فكان أول رجل يلهب أنوثتها
بقضيب أسئلته الحارقة
البحر تنحنح قبل التحدث عن نفسه
لملم مياهه
واستمنى زرقته
ليفيض علينا شحوبه
ويعبر عن رغبته الملحة في الموت
وذلك بحبس سيولته في قنينة الشمس
ليتجفف من اتساعه المبلل
ارتجفت قليلا وأنا اتحدث عن نفسي
فكل ما أريد قوله
سيظهرني كأحمق في نظر القطة والبحر
عبثية مصيري هي ما تدفعني للضحك
في وجه امرأة
تعتقد أن الحب سيملئ فراغ الوجود
جديتها في ممارسة الحياة
تدعو للتململ
فلا مبرر لهذا الاتزان
وأنا افقد حضوري
في قبلة اختلسها منها
على جدار مكهرب
ليصعق كل النوايا المحتملة
للتصالح مع شفتيها الباردتين
افترقنا أخيرًا
دون ترك ما يدل على وجودنا
أو
إمكانية إجتماعنا مرة أخرى
عاد البحر لشفافيته
وركضت القطة بسرعة لمضاجعة بيرغمان
في شقتها المليئة بصراصير فضولية
أما أنا فضحكت كثيرًا
تشفيا في تلك المرأة البلهاء
وجلست أحدق في ساعة متوقفة
علقت في جدار يرتعش
لأتذوق الكلمات التي لا أستطيع بصق مرارتها.