قصيدة: (النَّدْوَةُ الْأوْلَى لِأكَادِيمِيّةِ النَّوَارِس) (First Colloquium Of The Gull Academy) للشاعر الاسكتلندي: كينيث وايت (Kenneth White)

ترجمة المبدع المغربي: عبد النور زياني

☆(إِلَى مَغْرَان الْعِشَاء السُّفْلِي، محمد الشرگي)

كَانَ شَهْرُ أُغُسْطُس عَلَى سَاحِلِ بْرِيطَانْيَا الْفَرَنْسِيَّة

كَانَ ثَمَّةَ وَيْتْمَان أَوْ عَلَى الْأَقَلِّ شَبَحُهُ
وَ مَعَ فِرْدَوْسِهِ الْمَفْقُود جَاءَ مِلْتُون

كَانَ ثَمَّةَ ڨَالِيرِي مَعَ مَوْضُوعِهِ النِّهَائِيِّ
وَ مَعَ الْحُلْمِ الْأَنَاگُوجِي كَانَ بَاشْلَار

رَحَّبَ السَّيِّدُ رَامْبُو بِالضُّيُوفِ، بَيْنَمَا
كَانَتِ النَّوَارِسُ تَعْزِفُ الْمُوسِيقَى.

١

فِي الْجَلْسَةِ الْاِفْتِتَاحِيَّة
أَلْقَى السَّيِّدُ وَالَاس سْتِيڨَنْسْ الْاِبْن
مُدِيرُ الدِّرَاسَاتِ الْكَوْنِيَّة
فِي كُلِّيَّةِ النَّهْضَةِ فِي بِنْسِلْڨَانْيَا
خِطَابًا مُنَمَّقًا بِعُنْوَان
” مِنْ فَلُورَنْسَا إِلَى فْلُورِيدَا”
الَّذِي تَلَتْهُ بَعْدَ الظَّهِيرَة
مُحَاضَرَةً رَايْشِيَّة(١)عَنِ النَّشْوَةِ الْكَوْنِيَّة
بَعْدَ ذَلِكَ
قَدَّمَتْ لَنَا بْرِيجِيتْ طَبَقًا مِنْ سَرَطَانِ الْبَحْرِ مِنْ لَانْيُون.

٢

يَوْمٌ صَيْفِيٌّ آخَر، مَدٌّ مُنْخَفِضٌ
وَنَعِيقِ نَوَارِسَ فِي الْوَحْلِ الْمُمَوَّجِ

أَلْقَى السَّيِّدُ أُولْسُون عَرْضًا عَنْ سُومَر
الَّذِي تَرَكَ تَنَاقُضه الْوَاضِح الْمُسْتَمِعِين
مَشْدُوهِين وَلَهْثَى

تَمَّ تَخْصِيصُ فَتْرَةِ مَا بَعْدَ الظُّهْرِ
لِمَشْيٍ تَأَمُّلِيٍّ عَلَى طُولِ الشَّاطِئِ
بِصُحْبَةِ وَزِيرِ الْبِيئَة
الْقَادِمَ مِنْ بَارِيس
خِصِّيصًا لِهَذَا الْحَدَث
( لَمْ يَسَبِقْ لَهُ أَنْ رَأَى الْبَحْر).

٣

هَذَا الْمَسَاءِ
( شَمْسٌ حَمْرَاءٌ فِي الصَّنَوْبَر)
أَلْقَى السَّيِّدُ ياسُونَارِي مِنْ يُوكُوهَامَا
كَلِمَةً عَنِ الْعَالَمِ الْعَائِمِ
مُوَضَّحَةً بِشَرَائِحَ مُذْهِلَة
وَمُوسِيقَى نَادِرَة

فِي مُنْتَصَفُ اللَّيْلِ، عَلَى الرِّمَالِ الْبَيْضَاء
وَتَحْتَ الْقَمَرِ الْمُكْتَمِل
قَدَّمَتْ فَتَيَاتٌ مِنَ السِّفَارَةِ الْيَابَانِيَّة
سَاكِي(٢) دَافِئ

٤

“الْفَلْسَفَة وَعِلْمُ الْمُحِيطَات”
هُوَ الْمَوْضُوعُ الَّذِي تَمَّ تَنَاوُلُهُ
هَذَا الصَّبَاحِ عَلَى السَّاعَةِ الْعَاشِرَة
مِن طَرَف الْقُبْطَان وِيسْتْلَر مِن كِيپْ كُود
مَاجِسْتِير فِي الْآدَاب (مِن بُوسْطَن)، دُكْتُورَاه فِي الْآدَاب (مِن بُورْدُو)
مُسْتَشْهِدًا بِمِلْڨيِل، جُونْ دُنْ،
أَرِسْطُو وَالتَّلْمُود
(عَلَى الطَّاوِلَة أَمَامَهُ،
وَضَعَ الْمُتَحَدِّث سَدَّساً (٣)
وَخَرَائِط بَحْرِيَّة عُلِّقَتْ بِعِنَايَة عَلَى كُل جُدْرَان
الْقَاعَة )
عَلَى الغَدَاءَ
قَدَّمَتْ بْرِيجِيتْ حَسَاءَ الْحَلَزُون الصَّدَفِي
مَعَ كَأْسٍ مِنَ الرُّوم.

٥

لِمُدَّةِ سَاعَتَيْنِ بَعْدَ ظُهْرِ الْيَوْمِ
قَدَّمَ الْأُسْتَاذُ دُورَاكِيس مِنْ تْسَالُونِيك
عَرْضًا
حَوْلَ أُسْطورَةِ أَطْلاَنْطِس
الَّتِي كَانَتْ سَتَكُونُ حَسَبَ رِوَايَتِهِ
(كُلَّ شَيْءٍ تَمَّ تَضْخِيمُهُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ مِنْ قِبَلِ أَفْلَاطون)
جَزِيرَةً تُدْعَى ثِيرَا
بُرْكَاناً
مُنْهَارًا

وَلَكِنْ وَحْدَهَا الْأَخْطَبُوطَاتُ
تَعْرِفَ الْحَقِيقَة
وَلَا تُثَرْثِر.

٦

فِي السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ صَبَاحًا
أَلْقَى السَّيِّدُ جُونَ جْيُونُو
كَلِمَةً مُصَوَّرَةً
عَنْ مَانُوسَك النُّجُود
تَحَدَّثَ عَنِ الرّيح
وَالضَّوْء
وَعَنِ الْمُسْتَكْشِفِينَ
الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ الْقَبِيلَةَ
عِنْدَمَا يَنْزِلُ الْغَجَرُ
فِي صَفٍّ طَوِيلٍ مُلَوَّنٍ، وَغَيْرَ مُنْتَظِمٍ
إِلَى الْبَحْرِ

عِنْدَ الظَّهيرَة
قَدَّمَتْ لَنَا بْرِيجِيت زَيْتونًا أَسْودَ
مَعَ نَبِيذٍ أَبْيَضٍ فَاخِرٍ.

٧

هَذَا الْمَسَاء، تَحَدَّثَ السَّيِّدُ إِيڨَاندُونْسْكُوي
مِنَ الْأكَادِيمِيّةِ الرُّوسِيَّةِ الصِّينِيَّة
عَنِ النَّيَازِكِ
الَّتِي سَقَطَتْ فِي الْأَلْزَاس عَامَ ١٤٩٢
تِلْكَ الَّتِي عُثِّرَ عَلَيْهَا بِالْقُرْبِ مِنْ كْرَاسْنُويَارْسَك
عَلَى الضِّفَّةِ الْيُمْنَى لِنَهْرِ يِينِيسِي
عَامَ ١٧٤٩

” حِجَارَةٌ سَقَطَتْ مِنَ السَّمَاء”
قَالٌ وَكَرَّرَ
الْبَدْوَ وَالْمُزَارِعُونَ

” هُرَاءٌ، هُرَاءٌ”
قَالَ الْعُلَمَاءُ

” طَوِيلَ هُوَ طَرِيقُ الذَّكَاءِ”، قَالَ دُونْسْكُوي.

٨

قُدِّمَتْ مُحَاضَرَةُ صَبَاحَ السَّبْتِ
مِنْ طَرَفِ السَّيِّدِ تْشَاوْ أُون لَاَي
مِنْ شنگهاي
كَانَ مَوْضُوعُهَا حَوْلَ: الْاِقْتِصَادُ الطَّاوِي

كَانَ الْغَدَاءُ مُكَوَّنًا مِنَ الشَّاي وَالْأُرْز

بَعْدَ ذَلِكَ قَرَأَ السَّيِّدُ صَانَ يَات صِن
مِنْ جَزِيرَةِ تَايْوَان
قَصَائِدَ لِ لِي پُّو(*)
” نَوْرَسٌ
ضَائِعَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَ الْأرْضُ”

كَانَتِ النَّوَارِس الْمُحَلِّقَة
مُنْتَشِيَّة بِشَكْلٍ وَاضِحٍ.

٩

مِنَ الْمُقَرَّرِ الْحَديثُ عَنْ
” فِينُومِينُولُوجْيَا الثَّلْج “
كَانَ السَّيِّد مِيرلُوپُونْتِي
قَدْ عَادَ لِتَوِّهِ مِنْ شِيكُوتِيمِي
وَفِي اللَّحْظَة الْأَخِيرَة
غَيْرَ مَوْضُوعَهُ
لآِخَر اِعْتَقَدَ أَنَّهُ أَكْثَر مُلَائَمَة
لِمُنَاخِ هَذَا الصَّبَاحِ :
” اسْتِطِيقَا الْمَطَر”

تَمَّ الاِحْتِفَاظُ بِمُحَاضَرَةِ الثَّلْج
لِلدَّوْرَة الشَّتَوِيَّة الْمُقْبِلَة
الَّتِي سَتُعْقَدُ فِي جِبَالِ الْپِّيرِينِي.

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
▪كل الهوامش من وضع المترجم
(١)رَايْشِيَّة = Reichian، نسبة إلى الطبيب والمحلل النفسي النمساوي المعاصر فيلهلمرايش (١٨٩٧-١٩٥٧) Wilhelm Reich
(٢) السَّاكِي = saké، هو شراب كحولي ياباني يصنع من الأرز المُخَمَّر.
(٣) السَدَّس = Sextant، هو جهاز لتحديد اتجاه السفن.

••• ••• ••• ••• •••
Kenneth White : Open World
The CollectedPoems 1960-2000. Polygon Books, Edinburgh 2003. p: 554

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *