قصيدة: (اللوحة)

للشاعر المصري: محمد حربي

اللوحة

(*) إلى: عمر جهان لعله يرضى

◼ المربع
.
للجنة أنهار أربعة
-ولن يكذبني أحد فلم يعد أحد من هناك ليخربنا
والعناصر أربعة
لكن المربع عدو الثورة، خصيم الاكتمال
ولذلك تمسخه الدائرة وهما عادلا
وتتركه بروازا لصور الراحلين
أو يطمسه “ماليفيتش”* بالأسود
ويحير النقاد قرابة قرن في فك ضفائر
الشكل واللون.

▪▪▪

🔺 المثلث
.
ليس المثلث شكلا
جسد ثابت ينام على الخريطة
هرم بنته السخرة بعرق الأجراء
لينعم الطغاة بسويعات من النوم على البرزخ
يحفظ في قوارير الرحلة الخرافية
جثث الطغاة
يصعد شاكيا للآلهة
وقفته التي تصيبه بالدوار
يحفظ سقف الوجود من السقوط في الحقول
ثم يقف لأداء الصلاة
نقلة من توراة المربع المحكمة
لأنوثة الثالوث ورحمته
وعندما ينقلب على رأسه كأنثى تخطو فوق نهرين
تندلع الأسرار والنشوة الصاعدة بين برزخين.

▪▪▪

🔴 الدائرة
.
مربع يكتمل وهو ينحني ويتثني
ومثلث يفض بكارة الصعود في براق الضوء
إلى الأعالي فتصطاده الأفلاك
يجري في المدار فينسى هيئته .
شمس تطلق الخيول في الفضاء
ثم تأمرها بالطواف حول عشب الرب
بدء لا نهاية له وانتهاء بلا نهاية
فكرة تلتف حول قدميك وعنقك
تحررك و تنفيك
وتصرخ ألوانا ودوائر تطلع
من تحت إبط الفضاء.

▪▪▪

نفخ الله في العناصر فطافت في دائرة
وبدأت حكاية الكون
نفخ العاشق في الهواء فطاف في دائرة
وبدأت لعبة الفصول:
صرخة صرخة
حتى استكان الجسد في سرير اللون
وطافت دائرة.
القصائد المجنحة لا تعرف سوى الإكتمال
في الطواف والزهرة والعمامة والمصباح
تجليات لموقف الكون وهو يدور
حول لا شيء وحول كل شيء في آن.

▪▪▪

في البدء لم يكن هناك شيء
كانت صرخة الماء صدى
فكيف استقرت الدائرة حول نفسها
وأين تهرب من العاصفة والبحر ميت.

▪▪▪

• النقطة
.
أبجدية صامتة، وفصل ما لا ينفصل
قطع رحم الكلام بسكته.
هدنة بين حربين ودعوة للمنازلة.

▪▪▪

| الخط
.
هل كان نقطة ذهبت في نرهة كما قال بول كلي
أم نقطة تنتحر بلا نهاية كما اتصور النهايات المفتوحة
الخط تهتهة الكلام و شيفرة سرية
للتواصل مع الورق
العالم/السر/الجنون
ينكسرفيستقيم المعنى
وينثني فترقص الدوائر
يصعد فينتظر المثلث فرجة في الجدار
ثم يستقر فيسقط المربع في برواز
تنام في إطاره الصور
ثم يستسلم لممحاة تعرف سر النقط المنتحرة.

▪▪▪

🎨 اللون
.
قال “بول كلي” اللون هو المكان
وأنا أصدق الخرافات الملونه.

▪▪▪

ما وقر في الخط وصدقه المثلث
وآمن به المربع وتبنته الدوائر
ورضى به المقام
ظلا لكل شكل،
ونهاية موجعة للصمت
والثنائية الشاحبة
ولما رأيت “عمر جهان” يلون الأفق أمامي
في فضاء غرفة بحجم الكون
نسيت كل شيء وانصتُ بإمعان
فعرفت السر وسكنت
وارتديت القناع المعلق.

…………………………….
(*) اللوحة للفنان الليبي الكبير: عمر جهان

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *