عيسى حسن الياسري (أمضي وحيداً) إلى الفرنسية

 

بعد أن ترجمت الشاعرة التونسية – منيه بوليلة – مجموعة الشاعر العراقي عيسى حسن الياسري – أغاني الغروب – إلى الفرنسية ، والتي صدرت  عن دار لامارتان الفرنسية  في باريس عام   2018  .. صدرت للشاعر في يناير من هذا العام 2021 عن نفس الدار  مجموعة (أمضي وحيدا ً)، وهي المجموعة التي قام بترجمتها الشاعر المغربي المقيم في فرنسا – محمد ميلود الغرافي – .. وتقديم الشاعر الفرنسي المعروف – لويس بورتولوم – .

ومما يذكر أن الشاعر الياسري قد ولد عام 1942 في قرية من قرى جنوب العراق، تقع على مقربة من مدينة الكميت في محافظة ميسان ، أكمل دراسته الابتدائية ما بين مدرسة القرية  ومدرسة الكميت .. واكمل دراسته المتوسطة ودار المعلمين في مدينة العمارة.. عمل في التعليم و الإذاعة والصحافة الأدبية ” وكتابة العرائض ” . وقد صدرت له ست مجموعات شعرية في العراق ما بين 1973 – 1996 .. ومجموعتان شعريتان ما بين القاهرة وعمان ، كما صدرت اعماله الشعرية عن – المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت – ما بين عامي  2017 – 2021 .. الشاعر حائز على – جائزة الكلمة الحرة العالمية – التي منحها له مهرجان الشعر العالمي الذي أقيم في – روتردام عاصمة الثقافة الهولندية – عام 2002.

ترجمت معظم مجموعاته الشعرية للغات الإنكليزية والاسبانية والفرنسية والسويدية. كما تُرجِمَت ْ له قصائد كثيرة  إلى اللغات الصينية  والهولندية  والكتالانية والسريانية والكردية والألمانية وغيرها من لغات العالم.

غادر الشاعر الياسري بلده العراق خريف عام 1998 .. حيث أقام في الأردن مدة عامين ونصف العام ، ثم وصل كندا  مطلع عام 2001  ومازال يقيم في مونتريال حتى الآن . يقول عنه الشاعر الفرنسي لويس بورتولوم في مقدمته :

” إن مجموعة – امضي وحيدا – للشاعر عيسى حسن الياسري سفر غنائي نحو نهاية رجل يستعد لعبور ” ظلمة ” نافذته التي لا يلمسها  القمر .. إنها قصيدة طويلة تساعدنا على التفكير والتأمل  في مسارنا الخاص ، والإمساك بمصائرنا . إن عيسى حسن الياسري يمنحنا هنا للقراءة .. وفي أبهى تجليه .. أجمل نشيد ” للأوز العراقي ” على الاطلاق … ” .

كما أن ّ مجلة الشعر الفرنسي – الروح المتمردة – التي تصدر عددا واحدا كل عام ، احتفت بالشاعر الياسري في عددها رقم 26 الذي صدر في سبتمبر 2020 ، حيث خصصت له ملفا غطى سبع صفحات منها ، أعد الملف وأشرف عليه  الشاعر بورتولوم نفسه .

وقد حظي الشاعر العراقي الياسري باهتمام وانتباه غربي في السنتين الأخيرتين، إذ ترجمت روايته  «أيام قرية المحسنة»، عن دار Verbum (ترجمة : نووَمي فييرو). وكانت الرواية قد صدرت طبعتها العربية الأولى عام 2003، عن «دار الشؤون الثقافية»، وطبعتها الثانية عن «دار فضاءات الأردنية» عام 2011. يذكر أن الشاعر العراقي كان قد اشتغل على الرواية لمدة ستة أعوام، وهي تتناول فترة شديدة الحساسية وقعت أحداثها في جنوب العراق، في إحدى القرى، التي تدور داخلها نزاعات وخلافات عشائرية. وقد سبق للشاعر العراقي أن صدر له كتابان شعريان مترجمان الى الإسبانية، في مدريد الأول بعنوان: «صلاة بدائية من أجل أوروك»(ترجمة الأديب أغناسيو غونتريت تيران-2019)، والثاني «كاتدرائية بغداد (ترجمة فوزية القادري وليلى فاضل وحسن عيسى الياسري) وبمراجعة وتقديم د.عبدالهادي سعدون. كما حظي كتابه الشعري «أغاني الغروب» بترجمة فرنسية (دار لارماتان) عام 2018 (ترجمة منية بوليلة).

 

 

من قصائده

 

 

(1)

 

أيتها الذهبية مثل القمح

 

الخضراء كحقول الرز

 

والهادئة كنهر هادئ

 

لقد دهمتك الشيخوخة ..وهرمت سريعا

 

(2)

 

قراك القصبية تنقرض كسلالات نادرة

 

ورائحة القهوة ما عادت تنبعث من أثوابك

 

(3)

 

اثنان فجعت بهما

 

أنت …, وشيء يقال له الشعر

 

لقد حسبتكما رسولين يريدان خلاصي

 

(4)

 

ماذا لو قلت لأطفالك

 

أن يقفوا عند جميع الأبواب عدا باب الحلم….?

 

(5)

 

لن ينقذني أحد

 

وها أنذا آهرب ..وأعود ..وأهرب ثانية

 

(6)

 

في اليوم ..ألعنك ..وأبكيك أكثر من مرة

 

(7)

 

لقد ذهب عنك السحر

 

كنت ألاحقك عبر حقول الحنطة

 

وأطوق خصرك بذراعيَّ الطفلين

 

كان طريا ..ونحيلا خصرك

 

(8)

 

الصبيَّة ذات التاج العشبي

 

والقدمين المنتعلين بأزهار الحقل

 

لا أثر لعبقها

 

(9)

 

المعشوقات يخلّفن شقوقا في هذا الجانب ..

 

أو ذاك من القلب

 

أما أنتِ .. فزحفت عليه زحف الكثبان ..الرملية فوق غدير الماء

 

(10)

 

قلتْ ..سأظل بعيدا

 

لا أطأ أرضكِ

 

لا أتطلع للغيم الراكض نحوك

 

(11)

 

طويلا سأفتقد منعرجات دروب مراعيك

 

(12)

 

كلانا خسر رائحته

 

أنت تلتهمين قراك

 

ونحن نفتت لهجتنا

 

(13)

 

أيتها الطيبة إلى حد البله

 

لماذا حبّبت إليّ جنوبك..

 

ذا الأهداب المبتلة أبداً

 

والعينين الخجلتين

 

(14)

 

كل طيورك حطت فوق الأرض

 

عدا طائر قلبي

 

(15)

 

حتى الآن أنتظر ما لا يأتي :

 

أسراب ” البط “

 

مواسم حرث الحقل

 

فيضان النهر ….وعرس القرية

 

(16)

 

ماذا لو كانت عيناك تريان إلى الأبعد .

 

بعض الشيء

 

إذن لاحتطت لعصري

 

(17)

 

المقيمون قريبا منك هم السعداء

 

كل صباح ينهالون عليك بشتائمهم

 

(18)

 

يا امرأة شعثاء الشعر

 

يا أرضا خربة لا يبرحها المطر الملحي

 

ولا زبد طوفان الأتربة الخانق

 

(19)

 

يا سفنا تستبدل حمولتها من الرز ..

 

بنواح هواء الليل

 

يا أما ثكلى

 

كل صباح تفقد نهرا

 

ومزيدا من أيام طفولتها

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *