محمد ناصر الدين | قصائد
-أعرف /لا أعرف-
أعرف الأشجار وأشعار هولدراين
وربما النوارس
أعرف القليل عن الحب
فألمسُ من صدركِ أول التل،
لا أعرف الغمامَ ولا هايدغر
لا أعرف بودلير كذلك،
أحياناً أعرف أن أفكّ الضباب
أما العتمة فلا،
أعرف الثلج
لا أعرف كيف يكسرني الربيع.
-التزلج-
قارئٌ واحدٌ فقط
– ها قد كتبتُ سطرين لا أكثرَ –
يقولُ لي:
“أنتَ عازف الغيتار الوحيد”.
أشدُّ بالوتر بين أسنانه
وأسناني
نمسكُ حبل السرّة معا
وبخطى صغيرة
ننزلقُ إلى الكون
يداً بيد
مبتدئَيْن
يتزلجان
فوق الجليد.
-وزن الوردة-
لا تثقْ بالميزان
حين تزن الوردة،
هاك المعادلة:
عيون العشاقِ على السور
*
خفق الفراشات في الحديقة
*
(وأوحى ربّكَ إلى النّحل)
*
زفير امرأة وشهيق رجل
*
جلدُكِ حين يلمِسها في شق الثوب،
أضِف النتيجة لشاشة الميزان
(أو أنقصها، الأمر سيّان)
ستعرف عندها وزن الوردة.
-أنطولوجيا الخوخ-
افتحوا الأنطولوجيات الكبيرة
البسوا قفازاتكم
كخبراء المباحث الجنائية
اسحبوا عِظام الشعراء
خصلات شعرهم، أسنانهم المعدنية
كلماتهم التي صارت كالفواكه المجففة
دققوا في الفهرست كما شئتم
من الأعلى إلى الأسفل
ومن الأسفل إلى الأعلى
لقد سحبتُ منها اسمي من زمن بعيد
وهرب إلى شجرة الخوخ
في عينيكِ البعيدتين.
3D
قائمة بالأحجام:
حجم رأس الوردة
حجم صدر أفروديت
حجم بؤبؤ الدمية
قائمة بالألوان:
لون الحزن
لون الحب
لون الخيبة
قائمة بالأشكال:
شكل أبريل
شكل البجعة الحالمة
شكل الشموس في مجرة.
*
*
*
هناك، في الغرفة اليسرى من القلب
حيث تكدست وبكثرة
الأشياء التافهةُ المذكورة أعلاه
ثمة خطأ بغايةِ المنهجية
لا يعبأ بالأبعاد الثلاثية للحب
يشبه الضوءَ في الأفلام المحروقة
اسمه النسيان.
-أسوار بيزنطة-
لا عصافير تهبط من برج الكنيسة
لا أنبياء يخرجون بأسلحتهم
من العهد القديم
امرأة حليقة الرأس تطل برأسها من فوق السور
تنظر في عين الفاتح
ثم تجرّ كلبها الأعمى من عنقه.
مات الحراس في الشتاء
مثل الذي يستعجل أن يسدد دَيناً للتاريخ
تركوا سُلّما معلّقا وباباً مفتوحاً
بابٌ وحيد علّقوا فوقه رسالة للغزاة
الكلمة فيها تنكرُ الكلمة،
قسطنطين لا يقوى على البكاء:
يهبط الليل باكراً على المدينة في نيسان
كانوا قد كتبوا على تاجه
أن الدموع قد تدفع الشمس عند مشرقها
وحين تأفل، فإنها تسجد للسيف،
ملك بيزنطة الأخير
يودع جفن العذراء في الأيقونة
ثأرَه المؤجَّل.