(مُتعةُ الكِتابة) للشاعرة البولندية: (ڤيسواڤا شيمبورسكا) Wisława Szymborska
ترجمة عن الإنجليزية: يوسف حنا
مُتعةُ الكِتابة
ما لهذي الظبية المكتوبة تلتزمُ بكلِّ الغاباتِ المكتوبة؟
لترشِفَ ماءً مكتوباً من ينبوعٍ
يعكسُ خُطمَها الناعمَ مثل نسخةِ “كزيروكس”؟
لماذا ترفعُ رأسَها فجأَةً، هل تسمعُ شيئاً؟
جاثمةً على أَربعةِ أَطرافِها المُستعارةِ من الحقيقة،
تنتصبُ أُذناها تحتَ بنانةِ أَصابعي.
الصمت – هذه الكلمةُ أَيضاً تُحدِثُ حفيفاً عبرَ الصفحةِ
وتُفرّقُ الأَغصانَ
التي تبرعمتْ ونمتْ من كلمةِ “غابة”
أنتظرُ مستلقيةً، أَهِمُّ للانقضاض على الصفحةِ البيضاء
أَلمْ تعدْ تصلحُ الحروفُ؟
أَم أَنَّ براثنَ الجُمَلِ التابعةِ لها
تكبحُ رغبتَها في الفرار؟
كلُّ قطرةِ حِبرٍ تتَّسعُ لكميّةٍ كافيةٍ
من الصيّادين، مُجهَّزين بعيونٍ خلفَ أَنظارِهم،
مُتأَهبينَ لسحبِ القلمِ المُنزلقِ في أَيّةِ لحظة،
يُطوِّقون الظبيةَ، وببطءٍ يُسدِّدون عليها أَفواهَ بنادِقِهم.
ينسون أَنَّ ما يحدثُ هنا ليس الحياة.
تسودُ هنا قوانين أُخرى، أَسود على أَبيض.
طَرفةُ عينٍ يمكنُها أن تستغرقَ طالَما أُريد،
وسأُقسِّمُها، إِن رغبتُ، لحيواتٍ صغيرةٍ خالدة،
مليئةٍ بالرصاص، توقفتْ في منتصف الرحلة.
لن يحدثَ أَيُّ شيءٍ ما لم أقلْ ذلك.
لن تسقطَ ورقةُ ٌشجرٍ واحدةٌ دون بركتي،
ولن ينحني نصلٌ منَ العُشبِ تحتَ نقطةِ ذلك الحافرِ الصغير.
عندها، هل هناك عالمٌ إذن
حيثُ أَحكمُ على القدرِ بشكلٍ مُطلق؟
وقتٌ أُوثِقُه بأَصفادِ الرموز؟
ويصبحُ الوجودُ، مع مُزايدتي، بلا نهاية.
مُتعةُ الكتابةِ.
قوَّةُ الحفظِ.
انتقامُ يدٍ مُميتة.
••• ••• •••
(*)ڤيسلاڤا شيمبورسكا Wistawa Szymborska
: (1923-2012) شاعرة وصحفية ومترجمة بولونية، حازت على جائزة(نوبل للآداب) في العام 1996.