لايعجبني هذا المَطهر !

للشاعرة السورية: رماح بوبو

-لايعجبني هذا المَطهر !-

تحت الطين.. أمشي
أعثر في شقوق الماغما على
“مَعشّةٍ” من بيض الكلمات
ترتطم قدمي ببذرة عواء
وعلى سفح العدم حيث تغرز المقابر غابات أقدامها
أُبصرُ أعواد أبجديةٍ نافقة !.
أطوي شمسيتي
أكنس جذور الجّدران
وأجلس
لأولمَ لقشعريرة هذا الطّقس مواءً أنيقاً !.

فجأةً
يمسسني حجر يتعرق
و يهطل نتفاً على كتفيَّ لحمُ البلاد ،
لا تصُم يا أيوب
ولا تتعبي روحك في التجديف أرشيجكال
فهنا اكتملت النّبوءة
بأنّا
سنشوى
وما إن يترمّم جِلدٌ حتى
يفزُّ من لدنه جلدٌ جديدٌ
و ثانية وثالثةً سنشوى ..إلى
أبد الآبدين،
كل ما يُذهِل
أننا غفلنا
عن شياطينٍ
تتبوأ سدرة هذا الجحيم ؟!

لا يعجبني هذا المَطهَر يا دانتي
باردٌ سعيره،
عزيفه نشاز ،
لا أوشحة كحلية تخفق على بوابات كهوفه ،
وأطفال كثر سقطوا في عتمته دون حساب ،
هلموا ياجيشي العظيم
ياغرقى اللّجج العمياء
يا دريس المنافي
يا العالقين على الأسلاك المكهربة كأكياس قمامة حملها نوُّ أحدب
يا
سبايا الثواب
وصرعى السارين الأغبر
لنقوم .

وقمنا…
حجارة المصعد تغزوها طحالب
كلما قدَّمنا خطوة
زلت بنا الأقدام
فزحفنا
وكانت أكواعنا من هشيم
وعلى بطوننا
تَشِم الهيولى معجزتها الخرقاء
ويرقبنامن أعلى الجرف إلهٌ في يومه السّابع !
وزحفنا
ثم
تسلقنا ارتعاشاتنا
و ديساً لئيماً و ثعالباً و خناجراً
حتى
في آخر الوقت وصلنا
فرأينا مواكب السنين تقفل عائدة لمَلقانا
ترافقها الأسابيع فرقة مراسيم بصنوج نحاسية
تتعلق بأذيالها السّاعات والثّواني تحمل باقات ورد وتنحني حتى أقدامنا الحافية
و وصلنا
صلينا لفينيق يبعثُ الدّم في عروقنا
وكان الطّين يفقد ماءه، فما انغرزت أقدامنا ،
ورغم العري
والنّزف
وجثث الأشجار والأطيار في محفَّتنا
وصلنا ..
نفخنا أبواقنا في المدى السّاكن الغارق في الضّباب
قرعنا اجراسنا
استفيقي أيتها البلاد الشّاحبة ،الواقفة كعرزال مخلّعٍ على مَطل ريحٍ
هرولي إلينا.. لامسينا
لنفرُطَ بين أصابعك حجراً أتعبه طول التّجلّد كي لا يقال:
صنديد يرفع رايته البيضاء
ويلج طابور النخّاسين عارياً ..خائف !
عانقينا
لننهار على سرير دمعك سنونوات غدرت بهنّ الصّواري والشطآن ولم تتصدّق عليهن اللّيالي بكسرة نجمٍ !.
يتامى
عنّفتهن الرّاهبات لشكوى المسامير
وذرّتهم خارج أوابدها المتاحف !.

انبشينا بأظافرك المرمدة
انبشي ثرثراتنا و
تبغنا و
بقايا المواقف
أحيينا ثانيةً أيتها
البلاد العنيدة
فكم أحييتنا
وكنّا
ر
م
ي
م!.

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *