عشر قصائد للشاعر اﻷمريكي: ريتشارد بروتيغان (Richard Brautigan)

ترجمة الشاعر المغربيّ: خالد الشبيهي

1- سونيتة
.
البَحْرُ يُشْبِهُ
شاعِرا رَعَوِيّا عَجوزا
أََوْدَتْ بِحَياتِه
أزْمةٌ قلبية.
في مَراحيضَ عُمومِيَّةٍ.
وَما زال طَيْفه
يَحُومُ في المِبْوَلاَتِ.
في اللَّيلِ، يُمْكِننَا
أَنْ نَسْمَعَهُ
يَدُورُ حول نفسه
حافِيَ القَدَمَيْنِ
تَحْتَ جُنْحِ الظّّلامِ.
فَقَدْ سَرَقَ أَحَدُهُمْ
حِذاءَهُ.

2- صورة
.
هذه
الأزهارُ البَيْضاءُ
التي تَملأ أَديمَ الأرْضِ
لَهِيَ حَقًّا
قَطَراتُ
دَمٍ
مُرِعِبَة.

3- موت الزمن
.
يَوْما ما
سَيَموتُ
الزَّمن
و
سَيَدْفِنُهُ
الحُبُّ.

4- إذا قُدِّر لي أن أموت قبلك
.
عندما
تَسْتيْقظينَ
من موتكِ،
ستَجِدينَ نفسكِ
بين ذراعيَّ،
و
سأُقَبِّلكِ
و
سَأَبْكي
عليكِ.

5- ذبابة في شبكة عنكبوت
.
إلتقيت
رجلاً
مات
بالسَّرطان.

كان له
صَبْرُ
ذبابة
وَقَعَتْ
في شَبكَةِ عَنْكَبوت.

قَبلَ
أنْ يَموتَ
سَأَلَني :

” كَمِ السَّاعة؟

6 – الجولة الأخيرة
.
أنْ تَموتَ
كأنْ تَقومَ بالأُوطوسْطوبْ
في آخِرِ اللَّيلِ
في مدينةٍ غريبةٍ
حيثُ البَرْدُ
وَسُقوطُ الأمطار،
تَشْعرُ فيها
بالوَحْدَةِ مِنْ جَديدٍ.

وفجأة
تنطفئ
مَصابيحُ الشَّارِع،
ويَغْرقُ كلُّ شَيْء
في العَتَمَةِ،
عَتَمَةٌ لشِدَّتِها،
حتَّى العِمَارات
تَخافُ من بعْضِها
البَعْض.

7- لُعْبةٌ تُدْعى الأَبدِيَّةُ
.
بَسَاطَة
الحَيَاةِ
وَتعْقِيدُ
المَوْتِ
يَلعَبانِ لُعْبَةَ
الأَبَدِيَّةِ
ضِدَّ تَعْقِيدِ
الحَياةِ
وَبَساطَة
المَوْتِ

8- جَنازاتٌ لِحَشَراتي
.
عنْْدْما كنتُ طِفْلاً
كانتَ لي مَقْبَرةٌ
أَدْفنُ فيها حَشراتٍ
وَ طيورا ماتتْ
تَحتَ
شَجَرةِ وَرَدٍ.
كُنْت اَدْفنُ الحَشَراتِ
في وَرَقِ أَلمنْيومٍ وَعُلَبِ ثِقابٍ.
وَ كنتُ ادْفنُ الطُّيورَ
في قِطَعِ قُماشٍ أَحْمَرَ.
كلُّ ذلك كان مُحْزناً جدّا
وَ كنْتُ أبْكي
وَ أنا أَرْدمُ بالتُّرابِ
قُبورَها الصَّغيرةَ
بِمِلْعَقَة.
كان بودْلير يَأْتي
لِحُضُورِ
جنازاتِ حَشَراتِي،
وَ يَتلو صلواتٍ صَغيرةً
في حَجْمِ
الطُّيُور المَيِّتَةِ.

9- الموتُ سَيَّارةٌ رائِعةٌ مَرْكُونة فَقَطْ
.
إلى إِيمِيتْ

الموتُ سَيَّارةٌ رائِعةٌ مَرْكُونة فَقَط لكَيْ تُسرَقَ في شارِعٍ
تَحُفُّهُ أشْجارٌ أوراقُها مِثلُ أَمْعاءِ زُمُرُّدَةٍ.

تُشَغِّلُ الموتَ بِخيوطِ الكونْطاكْتْ،
تَصْعَدُ، وتَمْضي مِثْلَ رايَةٍٍ من أَلْفِ جَنازَةٍ تَحْتَرقُ.

لَقَدْ سَرَقْتَ الموتَ لأنَّك كُنْتَ تحس بالضَّجَرِ،
فالسّينما لا تَعرِضُ شَيْئا ذا بالٍ في سان فرانسيسكو.

تَقودُ لِوَهْلةٍ السَّيَّارَةَ المَسْروقَةَ وأنْتَ تَسْتَمِعُ للمِذْياع،
ثُمَّ تَتَخَلَّى عنِ المَوْتِ، تَتَرَّجَلُ مُبْتَعِدا، تارِكاً المَوْتَ الذي
سَتَنْتَهي الشُّرْطةُ بالعُثورِ عَلَيهِ.

10- رومْيُو وَجولْييتْ
.
إذا أرَدْتِ أن تَموتي من أجْلي،
سَأموتُ من أجلكِ

وَ سَيَكونُ قَبْرانا
مِثْلَ عاشِقَيْنِ يَغْسِلانِ
مَلابِسَهُما مَعاً
في مِغْسَلَةٍ أُوتُوماتِيكِيَّةٍ.

إِذَا أَرَدْتِ أنْ تَأتي بِمَسْحوقِ الغَسِيلِ
سَآتِي بِمُزيلِ البُقَعِ.

الوسوم
اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *