عاشوراء بعيون فرنسية
رؤيا سعد
يصف رولان بارت في كتابه ( الغرفة المضيئة) ان التصوير ماهو الا سجال داخلي عميق حول الأثر الذي تبقيه صور معينة في مشاعر الإنسان ، فهو نشاط له جانبان، جانب دراسي وآخر عاطفي
وعلى هذا الأساس نرى الفنان الفوتوغرافي الفرنسي ( ايريك لافورج ) احد مصوري قناة الناشيونال جوغرافي المميزين يكثف دراساته التصويرية الفوتوغرافية من جانب دراسي والآخر عاطفي من خلال تكثيف اجواء الصورة مع الاعتناء بالإضاءة في العمل الواحد لاظهار تلك العاطفة في صورًا فوتوغرافية التقطها في جميع أنحاء العالم ، فقد وثق العديد من العادات والتقاليد والطقوس الدينية و صور المناظر والأشخاص في كوريا الشمالية ، وقام بالعديد من الرحلات لتوثيق شعوب غونا في جزر سان بلاس ، قبالة سواحل بنما ، الذي يهددها ارتفاع مناسيب المياه لسطح البحر، وكذلك انجذب بشدة لتلك الطقوس والشعائر الحسينية ليوم عاشوراء في مدينة كرمنشاه الإيرانية عام ٢٠١٦ وقد ركز في لقطاته على طقوس الطين وتمرغ الوجوه والملابس في الطين كتمثيل لواقعة الطف التي قتل فيها سبط النبي صلى الله عليه وسلم الامام ( الحسين ابن علي ) عليه السلام . كان يقتنص صور الشباب والشابات والنساء الكبيرات اللواتي يحيين شعائر تلك الواقعة بصور فريدة وقد كانت هذه السلسلة تحدي كبير في اظهار هذه الطقوس الغريبة نوعا ما عن ثقافته الفرنسية مما جذبته بشكل ملفت لتوثيق تلك الأجواء وخلال جولته تلك وثق أيضا أقنعة نساء ( البرقع ) في جزيرة قشم في مضيق هرمز الممتدة على طول الساحل الإيراني قبالة ساحل راس الخيمة من جهة ومن الجهة الاخرى قبالة بندر عباس ، حيث ترتدي النساء الأقنعة منذ قرون. تختلف الأنماط وفقًا للمنطقة والعرق بشكل ملحوظ ، وفقًا للانتماء الديني والطائفي. ترتدي النساء الشيعيات أقنعة مستطيلة حمراء ، في حين أن أقنعة النساء السنيات سوداء أو زرقاء نيلية مذهبة ، لتغطي ملامح شكلها لتمنح انطباع بوجود الحاجب العريض والشارب – كانت هذه الأقنعة تمثل في يوم من الأيام كتمويه لخداع الغزاة للاعتقاد بأن الرجال اللائي تجسسوا عليهن من مسافة بعيدة كانوا نساءا في الواقع.